للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

ورعاية حقوقه، والقيام بموجبه، ولا يرفع صوته جدًّا، وخفض الصوت أولى لخشوع القلب، ولجمع السِّر والعقل، ولبعد الرِّياء والسُّمعة.

وقد ورد في الحديث الصحيح: «المُسِرُّ بالقرآن كالمُسرِّ بالصدقة» (١).

وروي أنَّ صدقة السِّر تضاعف على صدقة العلانية بسبعين ضعفًا (٢). فإن لم يخف الرِّياء والسُّمعة فالجهر أفضل عند بعضهم بشرط (٣) أن لا يؤذي غيره من مصلٍّ أو نائم، أو طائف.

واستدل بأن الجهر أكثر عملًا؛ ولأنه يوقظ قلب القارئ ويجمع همه وسمعه إليه، ويطرد نومه وينشطه، ويوقظ غيره من نائم وغافل متى حصل في النية هذا وأمثاله، فالجهر أفضل، ويسأل الله تعالى عند آية الرحمة، ويتعوذ به عند آية العذاب، ويسبح الله تعالى عند ذكر جلاله وعظمته وكبريائه؛ لأن النبي كان يفعل ذلك (٤).


(١) أخرجه أحمد في «مسنده» ٤/ ١٥١، ٢٠١ (١٧٣٦٨، ١٧٤٤٤)، وأبو داود في «سننه» (١٣٣٣)، والترمذي في «جامعه» (٢٩١٩)، والنسائي في «المجتبى» ٥/ ٨٠ (٢٥٦١)، وفي «الكبرى» (٢٣٤٢) من حديث عقبة بن عامر .
قال أبو عيسى: هذا حديث حسن غريب.
وقال الحاكم في «المستدرك» ١/ ٥٥٤: حديث صحيح على شرط البخاري ولم يخرجاه.
وقال الألباني في «صحيح أبي داود» (١٢٠٤): إسناده صحيح. وصححه ابن حبان، وحسنه الترمذي.
(٢) أخرجه الحكيم الترمذي في «نوادر الأصول» ٤/ ٨٧، والطبري في «تفسيره» ٥/ ٥٨٣ من حديث ابن عباس بلفظ: « … فجعل الله صدقة السر في التطوع تفضل علانيتها بسبعين ضعفًا». والديلمي في «مسند الفردوس» (٣٢٣٦) من حديث أبي هريرة بلفظ: « … وصدقة في السر أفضل من سبعين صدقة في العلانية».
قال الألباني في «ضعيف الجامع» (٣١٢٧): موضوع.
(٣) في (ط): بحيث.
(٤) أخرجه أحمد في «مسنده» ٥/ ٣٨٢، ٣٨٤ (٢٣٢٤٠، ٢٣٢٦١)، والدارمي في «سننه» (١٣٠٦)، ومسلم في «صحيحه» (٧٧٢)، وأبوداود في «سننه» (٨٧١)، وابن ماجه في «سننه» (١٣٥١)، والترمذي في «جامعه» (٢٦٢، ٢٦٣)، والنسائي في «المجتبى» ٢/ ١٧٦، ١٧٧ (١٠٠٨، ١٠٠٩) من حديث حذيفة بألفاظ متقاربة.

<<  <  ج: ص:  >  >>