للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

فإن كانت القراءة خارجة عن السنة والسامع عالمٌ بذلك، ثم قال: والله طيبٌ! فيفسق القارئ والسامع. فإن كانت القراءة ملحونة (١) مبدَّلة فقال السامعُ: والله طيبٌ. وهو عالم بذلك اختلف العلماء في السامع، وقال بعضهم: يكفُر ويكفُر القارئ أيضًا، إذا تعمَّد اللحن والتبديل. والله سبحانه أعلم بالجملة والتفصيل.

وأشد تحريمًا ممن تقدم ذكرهم من الإخوان: إجلاس الأمرد الحسن الوجه والنغم في صدر المكان، ثم يجلس الرجال حوله فيقرءون القرآن، ويزيدون في كلام الرحمن، ويساعدون الصبي في طلوعه ونزوله وينظرون إليه، فيشاركون في الإثم والعدوان: الصبي ومن تابعه، ومن نظر إليه بعين شهوة، ومن كان السبب في جمعهم، ومن حضر من المستمعين في ذلك المكان، والقراءة إذا كانت على هذه الصفة تحيط بها البدع ولا تصل إلى الميت، ولا يؤجر القارئ والسامع، ويخاف على من أصر على هذه البدع وجعلها له عادةً أن يحرم عند الموت الخير والشهادة.

ومن البدع المخالفة للسنة والكتاب، القراءة بين يدي الجنازة، وفي الأسواق، وعلى الأبواب، وكذلك الجهر بالقراءة في الطريق، والحمام، وفي مجالس الفُسَّاق، وعند قومٍ لا يستمعون كلام الواحد الخلاق.

وأكثر ما يقال في هذا الكتاب (٢) هو من البدع المستجدة مما شاهدناه، وما شَهِدنا إلا بما علمنا، والزمان باقٍ والتكليف قائم، وأيُّ قرنٍ أو عصرٍ يخلو بلا بدع؟

وقد قال لأصحابه: «من يعش منكم بعدي فسيرى اختلافًا كثيرًا» (٣). وقال: «المتمسك بسنتي عند فساد أمتي له أجر مئة شهيد» (٤).


(١) في (ط): ملحوظة.
(٢) (ق): هذا الباب.
(٣) سبق تخريجه.
(٤) أخرجه الطبراني في «الأوسط» (٥٤١٤)، وأبو نعيم في «الحلية» ٨/ ٢٠٠. وقال الهيثمي في «مجمع الزوائد» ١/ ٤١٨: رواه الطبراني في «الأوسط»، وفيه محمد بن صالح العدوي ولم أر مَنْ ترجمه وبقية رجاله ثقات. وذكره الألباني في الضعيفة (٣٢٧).

<<  <  ج: ص:  >  >>