للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

وفي حديث آخر: «يأتي على أمتي زمان يكون القابض على دينه كالقابض على الجمر» (١).

وقال عبد الله بن مسعود : كيف أنتم إذا ظهرت فيكم البدع، وعمل بها حتى يربُو فيها الصغير، ويهرم فيها الكبير، ويسلم فيها الأعاجم، حتى يعمل الرجل بالسنة فيقال بدعة. قالوا: متى ذلك يا أبا عبد الرحمن؟ قال: إذا كثرت أمراؤكم وقلت أمناؤكم، وكثرت قراؤكم، وقلت فقهاؤكم، وتفقه لغير الدين، وأبيعت الدنيا بعمل الآخرة (٢).

فيجب على المسلم أن يتبرأ من أصحاب البدع؛ لأن النبي تبرأ منهم.

قال يونسُ بن عبد الأعلى: قلت للشافعيِّ: إنَّ الليث بن سعد يقول: لو رأيتُ صاحبَ بدعة يمشي على الماء ما قَبِلته. فقال الشافعي: قَصَّرَ، لو رأيتُه يمشي على الهواء ما قَبِلته (٣).


(١) أخرجه الترمذي في «جامعه» (٢٢٦٠)، وابن عدي في «الكامل» (١٢٢٩). من حديث أنس بلفظ «يأتي على الناس زمان الصابر منهم على دينه كالقابض على الجمر».
قال أبو عيسى الترمذي: هذا حديث غريب من هذا الوجه، وعمر بن شاكر شيخ بصري قد روى عنه غير واحد من أهل العلم. قال الألباني في «السلسلة الصحيحة» (٩٥٧): و هو ضعيف كما في «التقريب». لكن الحديث صحيح، فإن له شواهد كثيرة.
(٢) أخرجه عبد الرزاق في «مصنفه» (٢٠٧٤٢)، وابن أبي شيبة في «مصنفه» (٣٨٣١١)، والدارمي في «سننه» (١٨٥، ١٨٦)، والحاكم في «المستدرك» ٤/ ٥١٤ - ٥١٥. من حديث ابن مسعود بلفظ: «كيف أنتم إذا لبستكم فتنة يهرم فيها الكبير، ويربو فيها الصغير، ويتخذها الناس سنة .. ».
وقال أبو نعيم في «الحلية» ١/ ١٣٦: رواه محمد بن نبهان مرفوعًا والمشهور من قول عبد الله موقوف.
وقال الألباني في «صحيح الترغيب والترهيب» (١١١): صحيح لغيره موقوفًا.
(٣) أخرجه ابن أبي حاتم في «آداب الشافعي»: ١٨٤، والبيهقي في «مناقب الشافعي» ١/ ٤٥٣. وذكره ابن تيمية في «مجموع الفتاوى» ١١/ ٤٦٦.

<<  <  ج: ص:  >  >>