للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

ألا ترى أن الإنسان كيف يصوم وهو من الأجر محروم؛ كصيام يوم الشك، ويوم الجمعة فقط، وصوم يوم السبت وحده، وصوم العيدين وأيام التشريق.

روى مسلم في «صحيحه»: أن النبي نهى عن صيام يوم الجمعة، وعن قيام ليلتهم، فقال: «لا تخصُّوا ليلة الجمعة بقيام ولا يوم الجمعة بصيام» (١).

وروى البخاري أيضًا: أن النبي نهى أن يصام يوم الجمعة إلا أن يصله بصيام قبله أو بعده (٢).

والحديث: «لا تخصوا ليلة الجمعة بقيام». هو حجة على قوم يجتمعون لصلاة الرغائب لورود النهي. وقد روى الغزاليُّ حديثًا في صلاة الرغائب (٣)، وهو غير صحيح، اقترأه (٤) لا افتراه. والحديث الضعيف لا


(١) أخرجه البخاري في صحيحه (١٩٨٥)، ومسلم في صحيحه (١١٤٤) (١٤٨)، وابن ماجه في سننه (١٧٢٣)، وأبو داود في سننه (٢٤٢٠)، والترمذي في الجامع (٧٤٣)، من حديث أبي هريرة .
وأخرجه عبد الرزاق في مصنفه (٧٨٠٣)، وأحمد في مسنده ٦/ ٤٤٤ (٢٧٥٠٧)، من حديث أبي الدرداء .
(٢) انظر الحديث السابق.
(٣) «إحياء علوم الدين» لأبي حامد محمد بن محمد الغزالي (ت: ٥٠٥ هـ) ١/ ٢٠٢، وأخرجه ابن الجوزي في «الموضوعات» ٢/ ١٢٤، وقال: هذا حديث موضوع على رسول الله ، وقد اتهموا به ابن جهضم ونسبوه إلى الكذب، وسمعت شيخنا عبد الوهاب الحافظ يقول: رجاله مجهولون، وقد فتشت عليهم جميع الكتب فما وجدتهم.
(٤) في (خ): افتراه. واقترأه، أي: استقرأه من مشاهدته لأهل القدس وهم يواظبون عليها. قال الغزالي في «الإحياء» (١/ ٢٠٣): رأيت أهل القدس بأجمعهم يواظبون عليها ولا يسمحون بتركها فأحببت إيرادها.

<<  <  ج: ص:  >  >>