للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

قالوا: يا رسول الله، وما غِشُ أمتك؟ قال: «أن تبتدع بدعة تحمل الناس عليها» (١).

وروي أن رجلًا دعا ابن مسعود إلى وليمةٍ فلما بلغ المنزل سمع عندهم لهوًا فرجع فتبعه صاحب المنزل وقال: يا صاحب رسول الله، ما بالك رجعت؟ قال: سمعت عندكم (٢) لهوًا، وسمعت رسول الله يقول: «من كثَّر سواد قومٍ فهو منهم، ومن أحب عمل قومٍ خيرًا كان أو شرًّا كان كمن عمله أو كان شريكًا له» (٣) فلما اجتمع القوم على بدعة تركهم وسار. وكان سيدًا جليلًا عارفًا بالتفسير والأخبار.

وصح أن النبي تبرأ من أصحاب البدع، فقال: «ليس منا من لطم الخدود، وشق الجيوب، ودعا بدعوى الجاهلية» (٤).

وتبرأ من الصالقة والحالقة والشَّاقة (٥).


(١) ذكره الديلمي في «مسند الفردوس» (٥٦٦٤)، من حديث أنس بن مالك . وقال العراقي في «المغني عن حمل الأسفار» ١/ ٤٦: رواه الدارقطني في الأفراد من حديث أنس بسند ضعيف جدًّا.
(٢) في (ط): عندهم.
(٣) أخرجه أبو يعلى في «مسنده» كما في «المطالب العالية» (١٦٦٠)، من حديث ابن مسعود . وفي إسناده انقطاع، وللحديث شواهد.
(٤) أخرجه أحمد في «مسنده» ١/ ٤٣٢ (٤١١١)، والبخاري في «صحيحه» (١٢٩٤)، ومسلم في «صحيحه» (١٠٣) (١٦٥)، وابن ماجه في «سننه» (١٥٨٤)، والترمذي في «الجامع» (٩٩٩)، والنسائي في «سننه» ٤/ ١٩ (١٨٦٠)، من حديث ابن مسعود .
(٥) أخرجه أحمد في «مسنده» ٤/ ٤١١ (١٩٦٩٠)، والبخاري في «صحيحه» (١٢٩٦)، ومسلم في «صحيحه» (١٠٤) (١٦٧)، وأبو داود في «سننه» (٣١٣٠)، والنسائي في «سننه» ٤/ ٢١ (١٨٦٦)، من حديث أبي موسى .
والصالقة: التي ترفع صوتها عند المصيبة. والأصل الصَّلْق وهو: الصوتُ الشديد يُريد رَفْعُه في المصائب.
والحالقة: حالقة الشعر عند المُصِيبة إذا حلَّت بها. والمراد: قطعه من غير حلق.
والشاقة: المرأة تشق جيب قميصها عند المُصِيبة.

<<  <  ج: ص:  >  >>