للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

ومراد المؤلف بالاستقامة: الاتباع لمن ظللته الغمامة؛ لأن الحق سبحانه قد لطف بالمتَّبِع، فعمل بكتاب الله تعالى وعلى السُّنة أقام فاستوجب محبة الله تعالى والجنة له مقام. قال الله تعالى: ﴿إِنَّ الَّذِينَ قَالُوا رَبُّنَا اللَّهُ ثُمَّ اسْتَقَامُوا تَتَنَزَّلُ عَلَيْهِمُ الْمَلَائِكَةُ أَلَّا تَخَافُوا وَلَا تَحْزَنُوا وَأَبْشِرُوا بِالْجَنَّةِ الَّتِي كُنْتُمْ تُوعَدُونَ﴾ [فصلت: ٣٠].

ذهب أكثر المفسرين إلى أن الاستقامة لزوم الكتاب والسنة. فاعرض أيها العامل أفعالك وأقولك، على سنة رسول الله ، وسنة خلفائه الراشدين فإن حصلت الموافقة لهم، فأنت من المهتدين. وإن عكست فأنت من المعتدين. قال : «أصحابي كالنجوم بأيهم اقتديم اهتديتم» (١)؛ فهي الفرقة الناجية التي (٢) أمرنا أن نعض عليها (٣) بالنواجذ، لننجو غدًا من الشدائد.

فعليك أيها المؤمن بإماتة البدع، وإحياء السنة؛ فقد جاء في الحديث: أن من أحيى سنته كان معه في الجنة (٤). وقال صلوات الله عليه وسلامه: «من أمات بدعة أحيَى الله قلبه» (٥). وفي حديث آخر: «إذا مات صاحب بدعة، كان فتحًا في الإسلام» (٦)، وقال صلوات الله عليه وسلامه: «من أعرض عن صاحب بدعة بغضًا له في الله ملأ الله قلبه أمنًا وإيمانًا؛ ومن انتهر صاحب بدعة، رفع الله له في الجنة مئة درجة، ومن سلَّم على صاحب


(١) سبق تخريجه.
(٢) في (خ): الذي.
(٣) في (ط): على أفعالهم.
(٤) سبق تخريجه.
(٥) لم أقف عليه.
(٦) أخرجه الخطيب البغدادي في «تاريخ بغداد» ٤/ ١٥٨، من حديث أنس بن مالك ، وذكره الديلمي في «مسند الفردوس» (١١١٧). وقال الخطيب بعده: الإسناد صحيح، والمتن منكر. وقال الشيخ الألباني في «ضعيف الجامع» (٦٩٣): موضوع.

<<  <  ج: ص:  >  >>