(٢) أخرج ابن جرير الطبري في تفسيره [الحجر: ٧٢]، والبيهقي في «دلائل النبوة» ٥/ ٤٨٧ بإسناد حسن عن ابن عباس ﵄، قال: ما خلق الله ﷿، وما ذرأ من نفسٍ أكرم عليه من محمد ﷺ، وما سمعت الله ﵎ أقسم بحياة أحد إلا بحياته، فقال: [لعمرك إنهم لفي سكرتهم يعمهون]. وقال ابن كثير في تفسيره: أقسم تعالى بحياة نبيه صلوات الله وسلامه عليه، وفي هذا تشريف عظيم ومقام رفيع وجاه عريض. (ت) (٣) قال ابن الجوزي في «زاد المسير»: قال الزجَّاجُ: المعنى: أقسم، ولا دخلت توكيدًا، كقوله تعالى: [لئلَّا يعلم أهل الكتاب] [الحديد: ٢٩] وقوله تعالى: [وأنت حل بهذا البلد] فيه ثلاثة أقوال والبلد هاهنا مكة: أحدها: حل لك ما صنعت في هذا البلد من قتل أو غيره، قاله ابن عباس ومجاهد. قال الزجاج: يقال رجل حِلٌّ وحلال ومحل. قال المفسرون: والمعنى أن الله تعالى وعد نبيه أن يفتح مكة على يديه بأن يحلها له فيكون فيها حلًّا. والثاني: فأنت محل بهذا البلد غير محرم في دخوله، يعني عام الفتح، قاله الحسن وعطاء. والثالث: أن المشركين بهذا البلد يستحلُّون إخراجك وقتلك ويحرمون قتل الصيد، حكاه الثعلبي. وقال ابن كثير في «تفسيره»: هذا قسم من الله ﷿ بمكة أم القرى في حال كون الساكن فيها حالًّا؛ لينبه على عظمة قدرها في حال إحرام أهلها. قال خصيف، عن مجاهد: [لا أقسم بهذا البلد] «لا» ردٌّ عليهم، أقسم بهذا البلد. وقال شبيب بن بشر، عن عكرمة، عن ابن عباس: [لا أقسم بهذا البلد] يعني: مكة، [وأنت حل بهذا البلد] قال: أنت يا محمد يحل لك أن تقاتل به. وكذا روي عن سعيد بن جبير، وأبي صالح، وعطية، والضحاك، وقتادة، والسدي، وابن زيد. وقال مجاهد: ما أصبت فيه فهو حلال لك. وقال قتادة: ﴿وأنت حل بهذا البلد﴾ قال: أنت به =