للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

ثم الذين يلونهم» (١)، وقال: «كل عام ترذلون» (٢).

وعن ابن عباس : ما من عام إلا وتظهر فيه بدعة وتموت سنة، حتى تظهر البدع وتموت السنن.

وزماننا هذا قد ظهر فيه البدع، والمتمسك (٣) فيه بالسنة (٤) له شأن عظيم عند الله سبحانه؛ لقوله : «المتمسك بسنتي عند فساد أمتي فله أجر مئة شهيد» (٥).

فالسنيُّ في الدنيا رشيد، وفي الآخرة سعيد، والمبتدع في ضلال بعيد.

وقال المبعوث بالرسالة: «كلُّ بدعةٍ ضلالة» (٦)، فاحذر أيها المؤمن أن تخرج نفسك من نور السنة وتدخلها في ظلم الضلالة، فتكون من الهالكين بلا محالة. أتخرج أيها المؤمن من طريق سيد الأنبياء، وتدخل في طريق الأشقياء؟ أما سمعت قوله : «أنا سيد ولد آدم ولا فخر» (٧) وقال: «إن الله خلق الخلق نصفين، فجعلني في خيرهم، ثم جعلني في خير


(١) أخرجه أحمد في «مسنده» ١/ ٣٧٨ (٣٥٩٤)، والبخاري في «صحيحه» (٢٦٥٢)، ومسلم في «صحيحه» (٢٥٣٣) (٢١٢)، وابن ماجه في «سننه» (٢٣٦٢)، والترمذي في «جامعه» (٣٨٥٩)، والنسائي في «السنن الكبرى» (٦٠٣١) من حديث عبد الله بن مسعود قال: قال رسول الله صلى الله : «خير الناس قرني، ثم الذين يلونهم، ثم الذين يلونهم، ثم يأتي قوم من بعد ذلك تسبق أيمانهم شهاداتهم أيمانهم».
(٢) قال الزركشي في «اللآلئ المنثورة في الأحاديث المشهورة» (ص ٢١٥): لا يعرف هكذا الا من كلام الحسن البصري في رسالته، ولعله روى بالمعنى من حديث أنس الذي رواه البخاري: «لا يأتي عليكم زمان إلا والذي بعده شر منه حتى تلقوا ربكم».
(٣) في (ط): التمسك.
(٤) في (ط): بالسنن.
(٥) أخرجه الطبراني في «الأوسط» (٥٤١٤)، وأبو نعيم في «الحلية» ٨/ ٢٠٠. وقال الهيثمي في «مجمع الزوائد» ١/ ٤١٨: رواه الطبراني في الأوسط وفيه محمد بن صالح العدوي ولم أر مَنْ ترجمه وبقية رجاله ثقات. وذكره الألباني في «الضعيفة» (٣٢٧).
(٦) سبق تخريجه.
(٧) سبق تخريجه.

<<  <  ج: ص:  >  >>