للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

جعل الله سبحانه أمته أقل (١) الأمم الماضية عمرًا وأكثرهم أجرًا، وأعظمهم قدرًا. فعظم قدر هذه الأمة لرفعة قدر متبوعها، وقد حرَّم الله تعالى الجنة على جميع الأمم حتى يدخلها وأمته.

قال : «أنا أول شافع، وأول مشفع، وأول من يأتي فيطرق باب الجنة، فيقول رضوان: من؟ فأقول: محمد. فيفتح لي، ويقول: بهذا أمرت لا يدخل أحد الجنة حتى تدخلها أنت وأمتك» (٢).

وقال: «أنا أول من ينشق عنه القبر» (٣).

وقال: «نحن الآخرون السابقون إلى الجنة» (٤).

فاشكر الله أيها المؤمن على هذه المنة، وإياك إياك أن تخرج عن الكتاب والسنة؛ لأن الناس كلهم يكلفون إلى يوم القيامة أن يتبعوا النبي ويقتدوا به في أقواله وأفعاله. قال الله تعالى: ﴿يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آَمَنُوا لَا تُقَدِّمُوا بَيْنَ يَدَيِ اللَّهِ وَرَسُولِهِ﴾ [الحجرات: ١]. قال المفسرون: لا تعملوا على خلاف الكتاب والسنة.

وقال السيد الجليل سهل بن عبد الله التستري: كل فعل لا يشهد له الكتاب والسنة فهو باطل (٥).


(١) زاد في (ط): من.
(٢) أخرجه أحمد في مسنده ٣/ ١٣٦ (١٢٣٩٧)، وعبد بن حميد في «مسنده» (١٢٧١)، ومسلم في «صحيحه» (١٩٧) (٣٣٣) عن أنس بن مالك قال: قال رسول الله : «آتي باب الجنة يوم القيامة فأستفتح، فيقول الخازن: من أنت؟ فأقول محمد. فيقول: بك أمرت لا أفتح لأحد قبلك».
(٣) أخرجه ابن أبي شيبة في «مصنفه» (٣٢٣٨٦)، ومسلم في «صحيحه» (٢٢٧٨) (٣)، وأبو داود في «سننه» (٤٦٧٣) من حديث أبي هريرة قال: قال رسول الله: «أنا سيد ولد آدم يوم القيامة، وأول من ينشق عنه القبر، وأول شافع، وأول مشفع».
(٤) أخرجه الحميدي في مسنده (٩٥٤)، والبخاري في صحيحه (٨٩٦)، ومسلم في صحيحه (٨٥٥) (٢١)، والنسائي في المجتبى ٣/ ٨٥ (١٣٦٧)، وفي السنن الكبرى (١٦٥٤)، وابن خزيمة في صحيحه (١٧٢٠)، وابن حبان (١٢٣٤) من حديث أبي هريرة.
(٥) انظر «الاستقامة» لابن تيمية ٢/ ١٤١.

<<  <  ج: ص:  >  >>