للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

وصلاتهم وصدقاتهم وجهادهم، وما من عامل من خير إلا وله مثل أجره؛ لأنه هو الذي دل عليه، والدال على الخير كفاعله كما جاء في الحديث (١). وقال : «من دعا إلى هدى كان له أجره وأجر من عمل به إلى يوم القيامة» (٢).

وقال : «الخلق عيال الله، فأحبهم إليه أنفعهم لعياله» (٣). فمن عمل خيرًا أو دعا إلى خير أو سنَّ سنةً حسنةً كان للنبي أجر ذلك كله مضمومًا إلى درجته ومرتبته.

وكذلك من سنَّ سنةً حسنةً من أمته كان له أجر من عمل بذلك على عدد العاملين، ثم يكون هذا المضاعف لنبينا صلوات الله عليه وسلامه؛ لأنه دل عليه وأرشد إليه، ولأجل ذلك بكى موسى ليلة الإسراء بكاء غبطة؛ إذ يدخل من أمة محمد الجنة أكثر مما يدخل من أمة موسى (٤)، ولم يبك حسدًا، وإنما بكى أسفًا على ما فاته من مثل تلك المرتبة. وقد


(١) أخرجه أحمد في «مسنده» ٤/ ١٢٠ (١٧٠٨٤)، والبخاري في «الأدب المفرد» (٢٤٢)، ومسلم في «صحيحه» (١٨٩٣) (١٣٣)، وأبو داود في «سننه» (٥١٢٩)، والترمذي في «سننه» (٢٦٧١) من حديث أبي مسعود الأنصاري .
(٢) أخرجه مسلم في «صحيحه» (٢٦٧٦) من حديث أبي هريرة، بلفظ: «من دعا إلى هدى كان له من الأجر مثل أجور من تبعه، لا ينقص ذلك من أجورهم شيئًا، ومن دعا إلى ضلالة كان عليه من الإثم مثل آثام من تبعه؛ لا ينقص ذلك من آثامهم شيئًا». ولم نجده باللفظ الذي ذكره المؤلف.
(٣) أخرجه أبو يعلى في «مسنده» (٣٣١٥)، والبيهقي في «شعب الإيمان» (٧٤٤٧) من حديث أنس بن مالك .
قال البيهقي: تفرد به يوسف بن عطية وقد روي بإسناد ضعيف. وقال الألباني في «السلسلة الضعيفة» (١٩٠٠): ضعيف. وقد ثبت الشطر الثاني من الحديث بلفظ: «خير الناس أنفعهم للناس». وهو مخرج في «الصحيحة» (٤٢٦).
(٤) أخرجه أحمد في «مسنده» ٤/ ٢٠٧ (١٧٨٣٣)، والبخاري في «صحيحه» (٣٢٠٧)، ومسلم في «صحيحه» (١٦٤) (٢٦٤)، والترمذي في «جامعه» (٣٣٤٦) مختصرًا، والنسائي في «المجتبى» ١/ ٢١٧ (٤٤٨)، وفي «السنن الكبرى» (٣١٣)، وابن خزيمة في «صحيحه» (٣٠١) من حديث مالك بن صعصعة.

<<  <  ج: ص:  >  >>