وهو حديث منكر، فيه ما يخالف الأحاديث الصحيحة، من ذلك عدم شبعه ﷺ، فهو غير صحيح على إطلاقه، فقد أخرج البخاري في الصحيح (٥٤١٦) حديث عائشة قالت: ما شبع آل محمد ﷺ منذ قدم المدينة من طعام البُرِّ ثلاث ليال تباعًا حتى قبض. وأخرجه مسلم في الصحيح (٢٩٧٠)، بلفظ: لقد مات رسول الله ﷺ وما شبع من خبز وزيت في يوم واحد مرتين. وبلفظ آخر: ما شبع آل محمد ﷺ يومين من خبز بُرٍّ إلا وأحدهما تمرٌ. وقد صحَّ في أكثر من حديث أنه سأل عن الطعام، ودعا مرة بطعام فأُتي بخبز وأُدم من أدم البيت، فقال: «ألم أَرَ بُرمةً على النار فيها لحم؟». أخرجه البخاري في الصحيح (٥٠٩٧)، ومسلم الصحيح (١٥٠٤). وكان ﷺ يستعيذ بالله من الفقر ويقرنه بالكفر، كما في قوله: «اللهم إني أعوذ بك من الكفر والفقر، وعذاب القبر». أخرجه أحمد ٥/ ٣٦ (٢٠٣٨١)، والترمذي (٣٥٠٣)، والنسائي ٨/ ٢٦٢، وابن خزيمة (٧٤٧)، وابن حبان (١٠٢٨) من حديث أبي بكرة الثقفي ﵁. وأخرج البخاري (٦٣٦٨)، ومسلم (٥٨٩) من حديث عائشة ﵂: أن رسول الله ﷺ كان يدعو بهؤلاء الدعوات: «اللَّهم فإني أعوذ بك من فتنة النار، وعذاب النار، وفتنة القبر، وعذاب القبر، ومن شر فتنة الغنى، ومن شر فتنة الفقر، … ». وأخرج أحمد ٢/ ٣٠٥ (٨٠٥٣)، والبخاري في «الأدب المفرد» (٦٧٨)، بإسناد صحيح من حديث أبي هريرة، قال: قال رسول الله ﷺ: «تعوَّذُوا من الفقر، والقلة، والذلة، وأن تظلم، أو تظلم». وأخرج مسلم في «الصحيح» (٢٧٢٣) من حديث ابن مسعود ﵁، قال: قال رسول الله ﷺ: «اللهم إني أسألك الهدى والتقى والعفاف والغنى». (١) أخرجه أحمد ٣/ ١٦٥ (١٢٦٨٨)، وعبد بن حميد في «مسنده» (١١٨٤)، والبخاري في «صحيحه» (٣٦٣٧)، ومسلم في «صحيحه» (٢٨٠٢) (٤٧)، والترمذي في «جامعه» (٣٢٨٦) من حديث أنس بن مالك ﵁. (٢) كذا في النُّسخ، وفي العبارة خلل، ومراده واضح، وهو كلام الشاة المسمومة معه ﷺ، وكذلك الشجرة: أما حديث الشاة المسمومة؛ فأخرجه ابو داود في «سننه» (٤٥١٠) من حديث جابر بن عبد الله ﵄. وقال الألباني في «ضعيف سنن أبي داود» (٩٧٢): ضعيف الإسناد.=