للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

وعن أبي هريرة أن رجلًا أتى النبي يسأله، فاستسلف له نصف وسق فجاءه الرجل يتقاضاه، فأعطاه وسقًا، وقال: «نصفه قضاءٌ ونصفه نائلٌ» (١).

وأتاه معوذ بطبقٍ من تمر وقثاء فأعطاه ما كفاه ذهبًا وحليًّا (٢).

وهذا طرف من مكارم أخلاقه.

وأما حلمه وصبره فكان لا يزداد مع كثرة الأذى إلا صبرًا، وعلى إسراف الجاهل إلا حلمًا، ولما كسرت رباعيَّته وشُجَّ جبينه يوم أحد (٣) لأنه كان أشد الناس بأسًا وأشجعهم وأقربهم إلى العدو، وجاء في الحديث: ما لقي كتيبةً إلا كان أول من يضرب (٤)؛ فلما شُجَّ جبينه وكسرت رباعيته شق ذلك على أصحابه، وقالوا: لو دعوت عليهم؟ فقال: «إني لم


(١) أخرجه البيهقي في «سننه الكبرى» ٥/ ٣٥١، و «شعب الإيمان» (١١٢٣٧) عن أبي هريرة قال: أتى رجل رسول الله يسأله، فاستسلف له رسول الله شطر وسق، فأعطاه إياه فجاء الرجل يتقاضاه، فأعطاه وسقًا قال: «نصف لك قضاء ونصف لك نائل من عندي».
وحسنه الألباني في «السلسلة الصحيحة» (٣٤١٣).
(٢) أخرجه الترمذي في «الشمائل» (٢٠٢)، والطبراني في «معجمه الكبير» ٢٤/ ٢٧٤ (٦٩٧) من حديث الرُّبَيِّع بنت معوِّذ قالت: بعثني معوِّذ بن عَفْراء بقِناع من رُطَبٍ، عليه أَجرٌ من قثَّاءٍ زُغْبٍ، إلى رسول الله ، وكان رسول الله يحبُّ القثَّاء، وكانت طَيْبَةُ قد قدمتْ من البحرين، فملأ يده منها فأعطانيها.
وقال الألباني في «مختصر الشمائل» (١٧٣): ضعيف.
(٣) أخرجه أحمد في «مسنده» ٣/ ٢٥٣ (١٣٦٥٧)، وعبد بن حميد في «مسنده» (١٢٠٤)، ومسلم في «صحيحه» (١٧٩١) من حديث أنس : أن رسول الله كُسرت رباعيته يوم أحد، وشجَّ في رأسه، فجعل يسلت الدَّم عنه، ويقول: «كيف يُفلح قومٌ، شجُّوا نبيَّهم، وكسروا رباعيته، وهو يدعوهم إلى الله»، فأنزل الله ﷿: [ليس لك من الأمر شيء] [آل عمران: ١٢٨].
والرباعية: السن التي بين الثنية والناب. والشج: ضرب الرأس وجرحه وشقه.
(٤) أخرجه أبو الشيخ في «أخلاق النبي » (١٠٩) من حديث عمران بن الحصين ، وقال العراقي في «تعليقه على الإحياء»: في إسناده من لم أعرفه.

<<  <  ج: ص:  >  >>