للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

ومات ودرعه مرهونة على ستين صاعًا من شعير قوتًا لعياله (١)، واقتصر في مأكله ومسكنه وملبسه ونفقته، فكان يأكل ما حصل، ويلبس ما وجد، ويلبس في الغالب الشملة والكساء الخشن والبُرد الغليظ (٢)، ويقسم على من حضره أقبية الديباج المخوصة بالذهب، وغزا قومًا مرةً وكان يقول: «إذا نزلنا بساحة قوم فساء صباح المنذَرين». (٣) فقتلوا رجالهم وأخذوا أموالهم وجمالهم، فأعطى لطائفة من العرب لكل واحد منهم مئة من الإبل، فشق ذلك على بعض الصحابة. فقال: «أما ترضون أن بني فلان يذهبون بالإبل وتذهبون أنتم بنبيكم إلى بيوتكم؟» (٤).

وكان جابر بن عبد الله يقول: ما سُئل شيئًا فقال: لا (٥).


(١) أخرجه أحمد في «مسنده» ٦/ ٢٣٧ (٢٥٩٩٨)، والبخاري في «صحيحه» (٢٩١٦)، ومسلم في «صحيحه» (١٦٠٣)، وابن ماجه في «سننه» (٢٤٣٦)، والنَسائي في «المجتبى» ٧/ ٢٨٨ (٤٦٠٩)، وفي «السنن الكبرى» (٦٢٤٦) من حديث عائشة . وقد وهم فيه المصنف ، ففي هذا الحديث وغيره: «ثلاثون صاعًا» لا: ستون.
(٢) انظر «الشفا» للقاضي عياض ١/ ٩٥.
(٣) أخرجه ابن أبى شيبة في «مصنفه» (٣٨٠٣١)، والبخاري في «صحيحه» (٣٦٤)، ومسلم في «صحيحه» (١٣٦٥) (٨٤)، وابن حبان في «صحيحه» (٦٥٢١) من حديث أنس بن مالك.
(٤) أخرجه أحمد في «مسنده» ٣/ ٢٧٩ (١٣٩٧٦)، والبخاري في «صحيحه» (٤٣٣٣)، ومسلم في «صحيحه» (١٠٥٩) (١٣٤) من حديث أنس بن مالك ؛ قال: لما فتحت مكة قسم الغنائم في قريش فقالت الأنصار: إن هذا لهو العجب إن سيوفنا تقطر من دمائهم وإن غنائمنا ترد عليهم. فبلغ ذلك رسول الله فجمعهم، فقال: «ما الذي بلغني عنكم؟» قالوا: هو الذي بلغك وكانوا لا يكذبون قال: «أما ترضون أن يرجع الناس بالدنيا إلى بيوتهم وترجعون برسول الله إلى بيوتكم؟ لو سلك الناس واديًا أو شعبًا وسلكت الأنصار واديًا أو شعبًا لسلكت وادي الأنصار أو شعب الأنصار».
(٥) أخرجه الحميدي في «مسنده» (١٢٢٨)، وأحمد في «مسنده» ٣/ ٣٠٧ (١٤٢٩٤)، وعبد بن حميد في «مسنده» (١٠٨٧)، والدارمي في «سننه» (٧٠)، والبخاري في «صحيحه» (٦٠٣٤)، وفي «الأدب المفرد» (٢٧٩)، ومسلم في «صحيحه» (٢٣١١) (٥٦)، والترمذي في «الشمائل» (٣٥٢).

<<  <  ج: ص:  >  >>