تقول رجال الحي تطمع أن ترى … محاسن ليلى مت بداء المطامعِ
وكيف ترى ليلى بعينٍ ترى بها … سواها وما طهرتها بالمدامعِ
وتطمع منها بالحديث وقد جرى … حديث سواها في خروق المسامعِ
فإذن لا تصلح كل عين لرؤيته، ولا كل أذن لسماع مخاطبته، ولا كل قلب لخشية الله ولمعرفته، ولا كل لسان لذكره، ولقراءة القرآن وتلاوته، ولا كل جسد لخدمته، إلا بتوفيق الله تعالى ومعونته، فمتى ما زاغ القلب عن طريق النبي ﷺ وسنته، خذله الله تعالى وأبعده عن رحمته.
وقد علمت أن الله ﷿ قد أوجب على جميع العباد والعُبَّاد امتثال أمره والإمساك عن نهيه وزجره تعظيمًا له وتكريمًا. قال الله تعالى: ﴿فَلَا وَرَبِّكَ لَا يُؤْمِنُونَ حَتَّى يُحَكِّمُوكَ فِيمَا شَجَرَ بَيْنَهُمْ ثُمَّ لَا يَجِدُوا فِي أَنْفُسِهِمْ حَرَجًا مِمَّا قَضَيْتَ وَيُسَلِّمُوا تَسْلِيمًا﴾ [النساء: ٦٥]، وقال الله سبحانه إجلالًا لقدر نبيه وحبيبه وتفخيمًا: ﴿وَأَنْزَلَ اللَّهُ عَلَيْكَ الْكِتَابَ وَالْحِكْمَةَ وَعَلَّمَكَ مَا لَمْ تَكُنْ تَعْلَمُ وَكَانَ فَضْلُ اللَّهِ عَلَيْكَ عَظِيمًا﴾ [النساء: ١١٣] وقال الله تعالى: ﴿إِنَّ اللَّهَ وَمَلَائِكَتَهُ يُصَلُّونَ عَلَى النَّبِيِّ يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آَمَنُوا صَلُّوا عَلَيْهِ وَسَلِّمُوا تَسْلِيمًا﴾ [الأحزاب: ٥٦].
فانظر رحمك الله إلى هذا الفضل العظيم، الذي خص الله تعالى به هذا النبي الكريم، فقد فضل الله سبحانه بعض الرسل على بعض، وفضل نبينا صلوات الله عليه وسلامه على الكل لقوله تعالى: ﴿وَمَا أَرْسَلْنَاكَ إِلَّا رَحْمَةً لِلْعَالَمِينَ﴾ [الأنبياء: ١٠٧] ومن رحم به غيره فهو أفضل من غيره.