للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

الآمنين؛ قال : «يقول الله ﷿: ما تقرب إليَّ المتقربون بمثل أداء ما افترضت عليهم، ولا يزال عبدي يتقرب إليَّ بالنوافل حتى أحبه، فإذا أحببته كنت سمعه الذي يسمع به وبصره الذي يبصر به، فبي يسمع وبي يبصر» (١). وفي حديث آخر: «كنت له سمعًا وبصرًا ويدًا ومؤيدًا» (٢)، وفي حديث آخر: «يقول الله تعالى: اليسير من الرياء شرك، ومن آذى لي وليًّا فقد بارزني (٣) بالمحاربة» (٤)، فإذا ثبت هذا فلا يستكثر في المؤمن التقي سماع كلام الملائكة إلا كل عبد شقي؛ لأن المؤمن يسمع بالله سبحانه ويبصر به، فلو صدق الطالب كما صدقوا لوصل كما وصلوا؛ لأن الصدق أول درجة السائرين، به ترفع الأعمال، وبسببه يكرم العمال، فما فات السالك الوصول إلا لتضييعه الأصول، وهو الصدق، واتباع الرسول.

فطهر أيها المؤمن أذنك من صمم (٥) الهوى، وعيني قلبك من عمى المخالفة، فحينئذٍ تسمع وترى، وتحشر يوم القيامة مع النبي وأصحابه الطائفة المباركة الخائفة، فعين زنت، وأذن للباطل واللغو والغيبة والفضول صغت، لا تصلح هذه العين لرؤيا الملائكة، ولا هذه الأذن لسماع كلامهم.


(١) أخرجه البخاري في «الصحيح» (٦٥٠٢) من حديث أبي هريرة ، ولفظه: «إن الله قال: من عادى لي وليَّا فقد آذنته بالحرب، وما تقرب إليَّ عبدي بشيء أحب إليَّ مما افترضت عليه، وما يزال عبدي يتقرب إليَّ بالنوافل حتى أحبه، فإذا أحببته كنت سمعه الذي يسمع به، وبصره الذي يبصر به، ويده التي يبطش بها، ورجله التي يمشي بها، وإن سألني لأعطينه، ولئن استعاذني لأعيذنه، وما ترددت عن شيء أنا فاعله ترددي عن نفس المؤمن، يكره الموت، وأنا أكره مساءته».
(٢) أخرجه البغوي في «شرح السنة» (١٢٤٩) من حديث أنس بن مالك في حديث طويل. وإسناده ضعيف جدًّا، لكن هذا القدر منه قد يشهد له حديث أبي هريرة، انظر: «سلسلة الأحاديث الضعيفة» (١٧٧٥).
(٣) في (ط): بادرني.
(٤) أخرجه ابن ماجه في «السنن» (٣٩٨٩)، والحاكم في مستدركه ١/ ٤. قال الحاكم: هذا حديث صحيح ولم يخرج في الصحيحين.
وضعفه العراقي في «المغني عن حمل الأسفار» (٣٣٧٠)، وضعفه الألباني في «ضعيف الترغيب والترهيب» (١٦٣٦). لكن بعضه في حديث أبي هريرة المذكور آنفًا.
(٥) في (خ): صم.

<<  <  ج: ص:  >  >>