(٢) لم نجد حديثًا صريحًا في أن دعاء الملائكة مستجاب، وقد قال ابن بطال في «شرح صحيح البخاري» ٢/ ٩٥: «فمن كان كثير الذنوب، وأراد أن يحطها الله عنه بغير تعب، فليغتنم ملازمة مكان مصلاه بعد الصلاة، ليستكثر من دعاء الملائكة واستغفارهم له، فهو مرجو إجابته لقوله: [وَلَا يَشْفَعُونَ إِلَّا لِمَنِ ارْتَضَى] [الأنبياء: ٢٨]». وقال أيضًا ٣/ ٤٣٩: «ومعلوم أن دعاء الملائكة مجاب، بدليل قوله ﷺ: «فمن وافق تأمينه تأمين الملائكة؛ غفر له ما تقدم من ذنبه». وهذا الحديث في «الصحيحين». وأخرج البخاري (٥١٩٣) من حديث أبي هريرة مرفوعًا: «إذا دعا الرجل امرأته إلى فراشه، فأبت أن تجيء، لعنتها الملائكة حتى تصبح». فقال ابن حجر في شرحه: «فيه دليل على قبول دعاء الملائكة من خير أو شر، لكونه ﷺ خوَّف بذلك». والمقصود أن تقرير قبول دعاء الملائكة يثبت بأدلة تفصيلية، وليس بنصِّ صريح، والله أعلم. (ت) (٣) أخرجه أحمد في «مسنده» ٢/ ٤٢١ (٩٤٦١)، ومسلم في «صحيحه» (٤٨٢) (٢١٥)، وأبو داود في «سننه» (٨٧٥)، والنسائي في «المجتبى» ٢/ ٢٢٦ (١١٣٧)، وفي «السنن الكبرى» (٧٢٣)، وأبو يعلى في «مسنده» (٦٦٥٨)، وابن حبان في «صحيحه» (١٩٢٨) من حديث أبي هريرة ﵁.