للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

فالمتابعة تجعل التابع كأنه جزء من المتبوع وإن كان أجنبيًّا في النسبة إليه كسلمان .

وقيل للنبي : من آلك؟ قال: «كلُّ تقي» (١)، فالمتبع هو من آل محمد ، والمبتدع ليس هو من آله لقلَّة حظه ولسوء حاله.

كان بعض الصالحين يبكي ويقول: إلهي لا أبكي لأجل المعصية؛ إني لا أصلح لها، لكن أبكي الذي كان هذا حظي منك.

وصح أن النبي تبرأ من أصحاب البدع، فكل من قال: اللهم صل على محمد وعلى آل محمد كان للمتبع نصيب من دعاء المسلمين؛ لأنه من آل محمد ؛ فإذا ثبت هذا فينبغي لمن بصَّره الله تعالى وكحَّل عيني قلبه بنور الهدى أن لا يخرج عن طريق نبيه وحبيبه ولا عن طريق أصحابه الفرقة الناجية السعداء، ويجتهد بالتمسك (٢) بسنتهم غاية الاجتهاد، وإن كرهت النفس ذلك وطال عليها المدى.

فمن أكره نفسه اليوم على متابعة نبيه وحبيبه يكون معه في الجنة غدًا، وقد صح في الحديث والآيات أن الجنة حفت بالمكاره، وحفت النار بالشهوات (٣)؛ فاعمل على نجاة نفسك بالاتباع، ولا تبتدع، فتلقيها في المهالك (٤) والردى، وتحشر يوم القيامة مع مَنْ ضلَّ واعتدى، ونعوذ بالله العظيم من الجهل بعد العلم، ومن الضلالة بعد الهدى، ونلجأ إليه من


(١) أخرجه الطبراني في «معجمه الأوسط» (٣٣٣٢)، والبيهقي في «سننه الكبرى» ٢/ ٨٣ من حديث أنس.
قال الحافظ في «فتح الباري» ١١/ ١٦١: إسناده واهٍ جدًّا. وقال الألباني في «ضعيف الجامع» (١٢): ضعيف جدًّا.
(٢) في (ط): على التمسك.
(٣) أخرجه أحمد في «مسنده» ٣/ ٢٥٤ (١٣٦٧١)، وعبد بن حميد في «مسنده» (١٣١١)، والدارمي في «سننه» (٢٨٤٣)، ومسلم في «صحيحه» (٢٨٢٢) (١)، والترمذي في «جامعه» (٢٥٥٩) من حديث أنس بن مالك ، قال: قال رسول الله : «حُفَّت الجنةُ بالمكاره، وحفت النار بالشهوات».
(٤) في (ط): المكاره.

<<  <  ج: ص:  >  >>