للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

تَعصي الإلهَ وأنتَ تُظهر حبَّه … هذا محالٌ في الفعالِ بديعُ

لو كان حبُّك صادقًا لأطعتَه … إنَّ المحبَّ لمن يحبُّ مطيعُ

وعلامة محبة الرسول اتباع سنته؛ فالمحب من اتبع، والشيطان من ابتدع.

افرح أيها التابع لما خصَّك الله به من الخير والمنافع؛ فقد حصل لك المطلوب، وذهبت عنك الأحزان والذنوب.

الفرح هنا جائز؛ أما يفرح المملوك لهدايا الملوك؟! متى كنت متبعًا لنبيك فافرح؛ قال المولى: ﴿فَبِذَلِكَ فَلْيَفْرَحُوا﴾ [يونس: ٥٨] ومتى كنت مبتدعًا خارجًا لا تفرح؛ قال الله تعالى: ﴿إِنَّ اللهَ لَا يُحِبُّ الْفَرِحِينَ﴾ [القصص: ٧٦] وهذا جمع بين الآيتين.

أصبح بعض العصاة يومًا ونفسه تحب الطاعة وتكره المعصية، فقام من شدة فرحه يتبختر في بيته، والبيت لا يكاد يسعه، فقالت له زوجته: ما هذه المشية التي لم أرها على شمائلك من قبل؟ قال: ومن أولى منِّي بها، وقد أصبح لي مولى، وأصبحت له عبدًا. كان عبد نفسه صار عبد ربه، أما يحق له الفرح؟

فإذا كنت متصلًا (١) بربك فافرح ﴿فَبِذَلِكَ فَلْيَفْرَحُوا﴾ [يونس: ٥٨] وإذا كنت بنفسك (٢) لا تفرح ﴿إِنَّ اللهَ لَا يُحِبُّ الْفَرِحِينَ﴾ [القصص: ٧٦].

الثكلى لا يحق لها الفرح لفقد ولدها وإن كان لها ولدٌ غيره، فكيف يفرح من فقد ربه وما له غيره؟


(١) ليست في (خ).
(٢) في (ط): بربك.

<<  <  ج: ص:  >  >>