للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

وحذَّر عن الانقطاع عنه بالدخول في طرق الأهواء والبدع فقال تعالى: ﴿وَلَا تَتَّبِعُوا السُّبُلَ فَتَفَرَّقَ بِكُمْ عَنْ سَبِيلِهِ﴾ [الأنعام: ١٥٣].

وهذه الآيات محكمات بإجماع المفسرين لم ينسخهنَّ شيء؛ من عمل بهن دخل الجنة، ومن تركهن دخل النار. والناس لهم طرق: الكل تُبعد عن الله تعالى، والطريق الموصلة المستقيمة هي طريق النبي صاحب المعجزات والكرم والفضائل العميمة. قال الله تعالى: ﴿يس (١) وَالْقُرْآَنِ الْحَكِيمِ (٢) إِنَّكَ لَمِنَ الْمُرْسَلِينَ (٣) عَلَى صِرَاطٍ مُسْتَقِيمٍ﴾ [يس: ١ - ٤] وقال المولى الغفور: ﴿وَكَذَلِكَ أَوْحَيْنَا إِلَيْكَ رُوحًا مِنْ أَمْرِنَا مَا كُنْتَ تَدْرِي مَا الكِتَابُ وَلَا الْإِيمَانُ وَلَكِن جَعَلْنَاهُ نُورًا نَّهْدِي بِهِ مَنْ نَّشَاءُ مَنْ عِبَادِنَا وَإِنَّكَ لَتَهْدِي إِلَى صِرَاطٍ مُسْتَقِيمٍ (٥٢) صِرَاطِ اللَّهِ الَّذِي لَهُ مَا فِي السَّمَاوَاتِ وَمَا فِي الْأَرْضِ أَلَا إِلَى اللَّهِ تَصِيرُ الْأُمُورُ﴾ [الشورى: ٥٢ - ٥٣].

فعليك أيها المؤمن بالطريق المستقيم إن اخترت الوصول. وائت البيوت من أبوابها إن أردت الدخول.

واعلم رحمك الله أن طريق النبي قريب، ويوصل إلى الحبيب، فمن عدل عنه وسلك الأوعار، يُخاف عليه من العار، ومن عذاب النار؛ لما ورد في الأخبار، أن الخوارج كلاب النار (١). وقال ابن مسعود : خط رسول الله خطًّا، ثم خَطًّ إلى جانبه خطوطًا، ثم قال للخط الأول: «هذه سبيل الله يدعو إليه». وقال للخطوط: «هذه سُبُلُ الشيطان على كل سبيل شيطان يهدي إليه»، ثم قرأ: «﴿وَأَنَّ هَذَا صِرَاطِي مُسْتَقِيمًا فَاتَّبِعُوهُ


(١) في (ق): (الجوارح عذاب النار) وهذا تحريف ظاهر، وحديث: «الخوارج كلابُ النَّار»؛ أخرجه الحميدي في «مسنده» (٩٠٨)، وأحمد في «مسنده» ٥/ ٢٥٣ (٢٢١٨٣)، وابن ماجه في «سننه» (١٧٦)، والترمذي في «جامعه» (٣٠٠٠) من حديث أبي أمامة .
قال الترمذي: هذا حديث حسن.
وصححه الألباني في «صحيح الجامع» (٣٣٤٧).

<<  <  ج: ص:  >  >>