قال الترمذي: هذا حديث حسن صحيح. وأمَّا قوله: «ما أنا عليه وأصحابي» فزيادة خرَّجها الترمذي في «جامعه» (٢٦٤١) من حديث ابن عمرو، وقال: حسن غريب. وانظر: «سلسلة الأحاديث الصحيحة» (٢٠٣) و (٢٠٤). (٢) الإمام القدوة أبو علي الفضيل بن عياض بن مسعود التميمي اليربوعي، شيخ الحرم المكي، من أكابر العباد الصلحاء، كان ثقة في الحديث، أخذ عنه خلق منهم الإمام الشافعي. ولد في سمرقند، ونشأ بأبيورد، ودخل الكوفة وهو كبير، وأصله منها. ثم سكن مكة وتوفي بها سنة (١٨٧ هـ) ﵀. وله كلام كثير طيب في التحذير من أهل البدع ومن مجالستهم، من ذلك ما أخرجه اللالكائي في «شرح أصول اعتقاد أهل السنة والجماعة» (٢٦١ - ٢٦٨) بإسناده عنه قال: من أتاه رجل فشاوره فدله على مبتدع فقد غش الإسلام، واحذروا الدخول على صاحب البدع فإنهم يصدون عن الحق. وقال الفضيل: لا تجلس مع صاحب بدعة فإني أخاف أن ينزل عليك اللعنة. وقال: لا تجلس مع صاحب بدعة، أحبط الله عمله، وأخرج نور الإسلام من قلبه، وإذا أحب الله عبدًا طيَّب له مطعمه. وقال: صاحب البدعة لا تأمنه على دينك، ولا تشاوره في أمرك، ولا تجلس إليه، فمن جلس إلى صاحب بدعة ورَّثه الله العمى. وقال: إن لله ملائكة يطلبون حلق الذكر، فانظروا مع من يكون مجلسك، لا يكون مع صاحب بدعة، فإن الله لا ينظر إليهم، وعلامة النفاق أن يقوم الرجل ويقعد مع صاحب بدعة. وقال: الأرواح جنوده مجندة، فما تعارف منها ائتلف، وما تناكر منها اختلف، ولا يمكن أن يكون صاحب سنة يمالئ صاحب بدعة إلا من النفاق. وقال: أدركت خيار الناس كلهم أصحاب سنة، وينهون عن أصحاب البدع. وقال: طوبَى لمن مات على الإسلام والسنة، فإذا كان كذلك فليكثر من قول: ما شاء الله. (ت)