للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

ويجب على ولاة الأمور المسلمين منع هؤلاء المضلين الضالين المخالفين لرب العالمين الخارجين عن طريق سيد المرسلين والصحابة والمسلمين، فمن فعل ذلك فقد غنم، ومن لم يفعل فقد أثم، ثم قال الله تعالى: ﴿كُنْتُمْ خَيْرَ أُمَّةٍ أُخْرِجَتْ لِلنَّاسِ تَأْمُرُونَ بِالْمَعْرُوفِ وَتَنْهَوْنَ عَنِ الْمُنْكَرِ﴾ [آل عمران: ١١٠] مدح هؤلاء، وذم آخرين بقوله تعالى: ﴿كَانُوا لَا يَتَنَاهَوْنَ عَنْ مُنْكَرٍ فَعَلُوهُ لَبِئْسَ مَا كَانُوا يَفْعَلُونَ (٧٩)[المائدة: ٧٩]، فمن عجز عن أمرهم وزجرهم فلا بدَّ من هجرهم، فإن فاتك الأجر الأول لا يفوتك الثاني. قال : «المهاجر من هجر ما حرم الله». ومن لم يفعل هذه البدعة ورضي بها لم يرض الله عنه؛ لأنه رضي بشيء فيه سخط الله، وصح في الحديث: «إن من رضي بالفاحشة كمن فعلها». ويخاف على من كثَّر سوادهم أن لا يبلِّغَهم [الله تعالى] (١) مرادهم لقوله صلوات الله عليه وسلامه: «من كثر سواد قومٍ فهو منهم». وقال: «لا تجتمع أمتي على ضلالة»؛ وهذه البدعُ كلها ضلالة. ومن أحبهم أبغضه الله تعالى وحشره معهم بلا محالة لقوله : «المرء مع من أحب». والعبد المبارك موافق لسيده، فيحب من أحبه، ويبغض من أبغضه، ويقرِّب من قرَّبه، ويُبعد من أبعده، فقد جاء في الحديث: «من أحب لله، وأبغض لله، وأعطى لله، ومنع لله؛ فقد استكمل الإيمان».

وقال عيسى : يا معشر الحواريين، تحببوا إلى الله ببغض أهل المعاصي، وتقربوا إلى الله بالتباعد عنهم، والتمسوا رضا الله بسخطهم.

وقال ابن مسعود : لو قام رجل بين الركن والمقام وعبد الله تعالى سبعين سنة؛ يحشره الله تعالى يوم القيامة مع من أحب.

وقال صلوات الله عليه وسلامه: «يموت المرء على دين خليله؛ فلينظر أحدكم من يخالل». فسيندم من أحب مبتدعًا أو كافرًا أو فاسقًا أو جعله خليلًا ندمًا لا آخر بعده. وَ: ﴿وَيَوْمَ يَعَضُّ الظَّالِمُ عَلَى يَدَيْهِ يَقُولُ يَالَيْتَنِي


(١) الزيادة من «اللمع»

<<  <  ج: ص:  >  >>