للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

وكذلك دخلت الدنيا على بلعام، وكان راسخًا في العلوم فأطغته الدنيا؛ فمات وهو كافر محروم (١). قال الله تعالى في حقه: ﴿وَاتْلُ عَلَيْهِمْ نَبَأَ


=رسول الله، ادعُ الله أن يرزقني مالًا. قال: «ويحك يا ثعلبة! قليل تؤدي شكره خيرٌ من كثير لا تطيقه». ثم رجع إليه فقال: يا رسول الله، ادع الله أن يرزقني مالًا. قال: «ويحك يا ثعلبة! أما تريد أن تكون مثل رسول الله ؟! والله لو سألتُ أن تسيل لي الجبال ذهبًا وفضَّة لسالت». ثم رجع إليه فقال: يا رسول الله، ادع الله أن يرزقني مالًا، والله لئن آتاني الله مالًا لأوتين كل ذي حقٍّ حقَّه. فقال رسول الله : «اللَّهم ارزق ثعلبة مالًا». فاتخذ غنمًا فنمت كما ينمو الدود، حتى ضاقت عنها أزِقَّة المدينة فتنحى بها، وكان يشهد الصلاةَ مع رسول الله ، ثمَّ يخرج إليها، ثم نمت حتى تعذرت عليه مراعي المدينة فتنحى بها، فكان يشهد الجمعة مع رسول الله ، ثم يخرج إليها، ثم نمت فتنحى بها فترك الجمعة والجماعات، فيلتقي الركبان ويقول: ماذا عندكم من الخبر؟ وما كان من أمر الناس؟ فأنزل الله ﷿ على رسوله : ﴿خُذْ مِنْ أَمْوَالِهِمْ صَدَقَةً تُطَهِّرُهُمْ وَتُزَكِّيهِمْ بِهَا﴾ [التوبة: ١٠٣]، قال: فاستعمل رسول الله على الصدقات رجلين: رجلٌ من الأنصار، ورجل من بني سليم، وكتب لهما سُنَّة الصدقة وأسنانها، وأَمَرهما أن يصدقا النَّاس، وأنْ يمرَّا بثعلبة فيأخذا من صدقة ماله، ففعلا حتى ذهبا إلى ثعلبة فأقرآه كتاب رسول الله ، فقال: صدِّقا الناس فإذا فرغتما فمرا بي. ففعلا، فقال: والله ما هذه إلا أُخَيَّةُ الجزية. فانطلقا حتى لحقا رسول الله ، وأنزل الله ﷿ على رسوله : ﴿وَمِنْهُمْ مَنْ عَاهَدَ اللَّهَ لَئِنْ آتَانَا مِنْ فَضْلِهِ﴾ إلى قوله: ﴿يَكْذِبُونَ﴾ [التوبة: ٧٥ - ٧٧]، قال: فركب رجل من الأنصار قريبٌ لثعلبة راحلة حتَّى أتى ثعلبة، فقال: ويحك يا ثعلبة! هلكتَ، أنزل الله ﷿ فيك القرآن كذا؛ فأقبل ثعلبة ووضع التراب على رأسه وهو يبكي ويقول: يا رسول الله، يا رسول الله، فلم يقبل منه رسول الله صدقته حتى قبض الله رسول الله ، ثم أتى أبا بكر بعد رسول الله ، فقال: يا أبا بكر، قد عرفت موقعي من قومي ومكاني من رسول الله فاقبل مني، فَأبَى أن يقبله، ثم أتى عمر فأبى أن يقبل منه، ثم أتى عثمان فأبى أن يقبل منه، ثم مات ثعلبة في خلافة عثمان .
قال الهيثمي في «مجمع الزوائد» ٧/ ١٠٧: رواه الطبراني وفيه علي بن يزيد الألهاني وهو متروك.
قال البيهقي: في إسناد هذا الحديث نظر، وهو مشهور فيما بين أهل التفسير والله أعلم.
وقال الألباني في «السلسلة الضعيفة» (٤٠٨١): ضعيف جدًّا.
(١) سبق تخريجه.

<<  <  ج: ص:  >  >>