للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

قال [أبو] (١) محمدٍ عبد الحقِّ: اعلم أن سوء الخاتمة أعاذنا الله منها لا تكون لمن استقام ظاهره وصلح باطنه، ما سُمع بهذا ولا عُلم به والحمد لله وإنما تكون لمن كان له فسادًا في العقيدة، أو إصرارًا على الكبائر، أو إقدامًا على العظائم والعياذ بالله، ثم العياذ بالله أو (٢) يكون ممن كان مستقيمًا، ثم تغيَّر عن حاله، وخرج عن سنته، (وأخذ في غير طريقته) (٣)؛ فيكون ذلك سببًا لسوء خاتمته، وشؤم عاقبته (٤). كإبليس الذي عبد الله ثمانين ألف سنة، ثم تكبَّر على آدم؛ فأحبط الله عمله، وقُطع من الجنة والرحمة أمله. وبلعام بن باعورا (٥) الذي آتاه الله تعالى آياته فانسلخ منها بخلوده إلى الأرض، واتبع هواه، وبرصيصًا العابد (٦) الذي قال الله تعالى في حقه: ﴿كَمَثَلِ الشَّيْطَانِ إِذْ قَالَ لِلْإِنْسَانِ اكْفُرْ﴾ [الحشر: ١٦]. قال الله : ﴿إِنَّ اللَّهَ لَا يُغَيِّرُ مَا بِقَوْمٍ حَتَّى يُغَيِّرُوا مَا بِأَنْفُسِهِمْ﴾ [الرعد: ١١]، فمتى لزم القلب السنة، وعلى طاعة الله تعالى أقام؛ سلَّمه الله تعالى


(١) ليست في النسخ، وأبو محمد هو عبد الحق بن عبد الرحمن بن عبد الله بن الحسين بن سعيد بن إبراهيم الأزدي الأندلسي الإشبيلي، المعروف بابن الخراط (ت: ٥٨١ هـ) صاحب كتاب «الأحكام» وغيره.
(٢) في (ق): أن.
(٣) ليست في (خ).
(٤) «العاقبة في ذكر الموت» (ص ١٨٠ - ١٨١) لعبد الحق الإشبيلي، وهذا لفظه كما في كتابه المطبوع: «واعلم أنَّ سوء الخاتمة أعاذنا الله منها لا يكون لمن استقام ظاهره، وصلح باطنه، وإنما يكون ذلك لمن كان له فساد في العمل، وإصرار على الكبائر، وإقدام على العظائم، فربما غلب ذلك عليه حتى ينزل به الموت قبل التوبة، ويثب عليه قبل الإنابة، ويأخذه قبل إصلاح الطوية، فيصطلمه الشيطان عند تلك الصدمة، ويختطفه عند تلك الدهشة، والعياذ بالله، ثم العياذ بالله أن يكون لمن كان مستقيمًا: لم يتغير عن حاله، ويخرج عن سنته، ويأخذ في غير طريقه، فيكون ذلك سببًا لسوء الخاتمة، وشؤم العاقبة، والعياذ بالله: ﴿إِنَّ اللَّهَ لَا يُغَيِّرُ مَا بِقَوْمٍ حَتَّى يُغَيِّرُوا مَا بِأَنْفُسِهِمْ وَإِذَا أَرَادَ اللَّهُ بِقَوْمٍ سُوءًا فَلَا مَرَدَّ لَهُ وَمَا لَهُمْ مِنْ دُونِهِ مِنْ وَالٍ﴾ [الرعد: ١١] … ».
وفي نقل المؤلف: (فسادًا … إصرارًا … إقدامًا)، كذا في نسخ كتابه، وهو خطأ نحوي.
(٥) انظر قصته في «تفسير الطبري» ١٣/ ٢٥٣ وما بعدها.
(٦) انظر قصته في «تفسير الطبري» ٢٣/ ٢٩٦.

<<  <  ج: ص:  >  >>