للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

وقيل: لما مات أبو الدرداء وجدوا في ثوبه أربع مئة رقعة، وكان عطاؤه أربعة آلاف (١).

وقَوَّمُوا ثياب عمر بن عبد العزيز في خلافته من فرقه لقدمه حتى مِنديل كمِّه باثني عشر درهمًا (٢).

وهجم العيد وعلى ولده قميص خَلِقٌ فبكى عمر ، فقال له ولده: ما يبكيك يا أبت؟ قال: يا بني كسر قلبك في مثل هذا اليوم، الصبيان قد تجملوا بثيابهم وأنت بهذا القميص الخلق. فقال: يا أمير المؤمنين، إنما ينكسر قلب من أعدمه الله رضاه، وعَقَّ أمه وأباه، وإني لأرجو أن يكون الله تعالى راضيًا عني برضاك. فبكى عمر وضم ولده إليه، وقبَّل بين عينيه ودعا له، وسيَّر ولده لعامله، وطلب منه ثلاثة دراهم لثلاثة أيام؛ ليكسو (٣) ولده بها قميصًا، فأبى وقال: قل للخليفة: إن ضمن الحياة لثلاثة أيام أقرضه. فلم يضمن ومات بعد ثلاثة أيام ، فكان ولده يبكي ويقول: صدق العامل (٤)، لم يعش والدي لثلاثة أيام (٥).

فانظر إلى أوصاف القوم يا من حسن ظاهره بالثياب، وباطنه خراب. قال قائلهم:

أرى (٦) وجهك لي عيدًا … فما أصنع بالعيد؟

دخل تلميذ الحسن البصري على رابعة في يوم عيد وسلم عليها عن الحسن، ورآها جالسة على قطعة حصير خلق (٧)، (وعليها مدرعة صوف


(١) لم أقف عليه.
(٢) أخرجه الدولابي في «الأسماء والكنى» (٢٩٧٨)، وأبو نعيم في «الحلية» ٥/ ٣٢٣.
(٣) في (خ): ليلبي.
(٤) في (خ): النايب.
(٥) لم أقف على هذه القصة، والنكارة عليها ظاهرة، والأحرى بها أن تكون موضوعة.
(٦) في (ق): أراك.
(٧) في (خ): خليع.

<<  <  ج: ص:  >  >>