للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

أي: يا عبادي، من صبر منكم على الطاعة وعلى ذهاب دار الفناء حصلتُ له أنا، ومن وجدني وجد كل شيء، وذهب عنه التعب والنصب والعناء، ومن فتُّه فاته كل شيء؛ فابتلي بالغضب والذل الطويل، والفقر بعد العِزِّ والغنى.

وروي أن النبي لبس الصوف واحتذى المخصوف (١)، (وكان يرتدي بالبُرُد الغليظ الحاشية) (٢)، وكان إذا أُهْدِيَ له شيئًا من الحلل أو مما نعم من الثياب يفرقه على (٣) الأصحاب (٤).

وقال بعض التابعين: رأيت عمر بن الخطاب في خلافته، وعليه قميص فيه سبع رقع. وروي أنه خطب يومًا وعليه ثوب فيه ثلاث رقع بعضها فوق بعض (٥).

وكان إذا رأى رجلًا عليه ثوبان رقيقان يقول له: دع هذه البراقات للنساء (٦).


(١) أخرجه ابن ماجه في «سننه» (٣٣٤٨)، والحاكم في «مستدركه» ٤/ ٣٢٦، قال الحاكم: حديث صحيح الإسناد ولم يخرجاه. وتعقبه الذهبي فقال: لم يصح.
وضعفه الألباني في «ضعيف سنن ابن ماجه» (٧٢٨).
(٢) ليست في (خ).
(٣) في (ق): بين.
(٤) من ذلك: حديث علي بن أبي طالب قال: أهديت لرسول الله حلة سِيَراء، فبعث بها إلي فلبستها؛ فعرفت الغضب في وجهه، فقال: «إني لم أبعث بها إليك لتلبسها، إنما بعثت بها إليك لتشققها خُمُرًا بين النساء».
أخرجه أحمد في «مسنده» ١/ ١٣٩ (١١٧١)، والبخاري في «صحيحه» (٢٦١٤) مختصرًا، ومسلم في «صحيحه» (٢٠٧١)، وأبو داود في «سننه» (٤٠٤٣)، والنسائي في «المجتبى» ٨/ ١٩٧ (٥٢٩٨)، وفي «السنن الكبرى» (٩٥٦٦).
(٥) لم أقف عليه بهذا اللفظ، لكن أخرج مالك في «الموطأ» (١٦٣٨)، والبيهقي في «شعب الإيمان» (٦١٨٢) عن أنس قال: رأيت عمر بن الخطاب وهو يومئذ أمير المؤمنين، وقد رقع بين كتفيه برقاع ثلاث، لبَّدَ بعضها فوق بعض في قميصه.
(٦) أخرجه عبد الرزاق في «مصنفه» (١٩٩٧٠)، وابن أبي شيبة في «مصنفه» (٢٥٢٢٨).

<<  <  ج: ص:  >  >>