للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

ولست بسائل ما دمت حيًّا … أقام الشيخ أم ركب الأمير

قال مالك: كل جليس لا تستفيد منه خيرًا، فاجتنبه (١).

وقال ابن عباس : قلنا لرسول الله : لِمَنْ نجالس؟ قال: «لِمَنْ يزيدُ في علمكم منطقُه، ويرغِّبكم في الآخرة عملُه، ويزهِّدُكم في الدنيا فعلُه» (٢).

قال المؤلف عفا الله عنه: والله إنَّ مثل هذا العبد الجليل في زماننا هذا لقليل! ولكن ينبغي للمؤمن أن يعمل بما تقدم من الأحاديث، وهو قوله : «تفقهوا ثم اعتزلوا»، والحديث الآخر: «السلامة في العزلة» (٣).

والصحبة لها حقوق كثيرة، والآدمي ضعيف لا يطيق حملها إلا بمعونة الله، فيخاف عليه أن يعجز عن أدائها فيأثم بلسان الشرع، ومن رزقه الله تعالى الأنس به لا يختار الأنس بغيره.

كما قيل: إن رجلًا دق الباب على معروف الكرخي، فقال الشيخ من داخل بيته: اللَّهم من جاء يشغلني عنك فاشغله بك عني. فاستجيبت دعوة معروف وشغل الرجل بالله (٤).


(١) أخرجه ابن أبي عاصم في «الزهد» (٨٦)، وأبو نعيم في «الحلية» ٢/ ٣٧٢.
(٢) عزاه الهندي في «كنز العمال» ٩/ ١٧٨ إلى ابن النجار، وقال: فيه مبارك بن حسان قال الأزدي: رمي بالكذب.
وأخرجه ابن المبارك في «الزهد» (٣٥٥)، وأحمد في «الزهد» ١/ ٥٤، وأبو نعيم في «الحلية» ٧/ ٤٦، والبيهقي في «الشعب» (٩٤٤٥) من كلام عيسى بن مريم.
قال البيهقي: قد روي هذا الكلام الأخير عن نبينا بإسناد ضعيف.
(٣) سبق هذا والذي قبله، وليسا بحديث.
(٤) لم أجده، وذكره أبو نعيم في «الحلية» ١٠/ ٣٦٦، وابن الجوزي في «صفة الصفوة» (٧٦٨) عن علي بن عبد الحميد الغضائري يقول: دققت على أبي الحسن السري بن المغلس السقطي بابه، فسمعته يقول: اللَّهم من شغلني عنك فأشغله بك عني. فكان من بركة دعائه أني حججت من حلب ماشيًا على قدمي أربعين حجة، وكان يُعد من الأبدال.

<<  <  ج: ص:  >  >>