للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

بِأَيْدِيهِمْ ثُمَّ يَقُولُونَ هَذَا مِنْ عِنْدِ اللَّهِ لِيَشْتَرُوا بِهِ ثَمَنًا قَلِيلًا فَوَيْلٌ لَهُمْ مِمَّا كَتَبَتْ أَيْدِيهِمْ وَوَيْلٌ لَهُمْ مِمَّا يَكْسِبُونَ﴾ [البقرة: ٧٩].

فمن كثَّر سوادهم، أو انشرح لأجل ذلك اليوم، أو سافر معهم، أو تجمل لأجل ذلك بالثياب خرج عن السنة والكتاب، وخالف أولي العقول والألباب؛ قال : «من تشبه بغيرنا فليس منا» (١).

تدبر أيها المبتدع المخذول! حديث الرسول، وافهم ما أقول: من عظم شعائر الكفرة، هو من المدبرين الفجرة، فإن تاب تاب الله عليه وهو أهل التقوى وأهل المغفرة.

ثم اعلم بأن تعظيم شعائر الكفرة المنكوب من قلة تقوى القلوب، قال بعض العلماء في تفسير قوله تعالى: ﴿وَالَّذِينَ لَا يَشْهَدُونَ الزُّورَ﴾ [الفرقان: ٧٢] قال: هم الذين لا يشهدون أعياد النصارى (٢).

وقد أمرنا الواحد الغفار بتعظيم شعائر النبي المختار، فإن بدل شعائر الكفر ليظهر عز الإسلام، ولتكون كلمة الله هي العليا، وكلمة الكفار هي السفلى؛ فمن عظم شعائر الكفرة فقد جعل كلمة الكفار هي العليا، فيكون يوم القيامة من الأسفلين؛ لأنه عظم ما حقر الله تعالى، وأعزهم بعد إذ أذلهم الله، قال : «اليهود والنصارى خونةٌ، لعن الله من ألبسهم ثوبَ عِزٍّ» (٣).

وأشدُّ بلاءً من الأول: سعي المسلم لزيارة رهبانهم، والتبرك بقرصهم؛ من أين تأتي البركة في هذا الطعام، وصاحبه قد باء بغضب الملك العلام، وقد برئ من دين الإسلام، وهو عدو للنبي ؟!


(١) سبق تخريجه.
(٢) انظر «البحر المحيط» ٦/ ٤٧٣ لأبي حيان الأندلسي.
(٣) لا أصل له: قال العجلوني في «كشف الخفاء» (٣٢٤٢): أورده الشيخ عبد الغفار في كتابه الوحيد في سلوك أهل التوحيد، كذا عزاه بعضهم لصاحب الكتاب المذكور ولم يبيِّن من خرَّجه فلينظر، وكثيرًا ما كنت أسمعه من الشيخ تقي الدين الحصني المتأخر.

<<  <  ج: ص:  >  >>