للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

وينبغي أيضًا للمؤمن أن لا يجالس أصحاب الأفعال الرَّدية، الخارجين عن الطريق المحمدية: كالظلمة وأعوانهم، وشَرَبة الخمر، ولَعَبة النرد وإخوانهم، والمجتمعين على الباطل واللهو والطرب، حين يطربون ويشربون، فإذا نزلت اللعنة عليهم أصابت من جالسهم، كما قيل: إذا دارت الأقداح واحمرت الوجنات، ذهب الإيمان، وتساقطت الحسنات، ولعنهم الله سبحانه من فوق سبع سموات. وقد جاء في الحديث: «من كثَّر سواد قوم فهو منهم» (١). و: «من أحب قومًا حشر معهم» (٢). وقال : «إن الرحمة لا تنزل على جماعة فيهم قاطع رحم» (٣).

وفي الجملة: إن الله تعالى يبغض الفسقة، فيجب على المسلم أن لا يحب من أبغضه الله، ولا يصل من قطعه الله، ولا يسلم عليهم، ولا ينظر إليهم؛ لأنهم ساقطون من عين الله سبحانه؛ هذا في مسلم قد بارز بفسقه الواحد القهار، فما بالك بالمجرمين والكفار.

وقد أجمع الأئمة على ما شرط عمر بن الخطاب ، وسائر الصحابة أن أهل الكتاب لا يُظهرون أعيادهم وشعائرهم في بلاد


(١) سبق تخريجه.
(٢) سبق تخريجه.
(٣) أخرجه هناد في «الزهد» (١٠٠٥)، والبخاري في «الأدب المفرد» (٦٣)، والديلمي في «مسند الفردوس» (٧٤٩٩)، وابن عساكر في «تاريخ دمشق» ٢٠/ ١٦٦ من حديث عبد الله بن أبي أوفى .
وقال الألباني في «ضعيف الجامع» (١٤٦٣): ضعيف.

<<  <  ج: ص:  >  >>