للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

ولا يسلم المسلم على مَنْ كان مجموعًا على الباطل؛ كشرب خمر، أو لعب نرد وشطرنج وقمار، وما يشبه ذلك، فإن سلموا هم أولًا يردُّ عليهم. ويجوز أن يدعو لهم لأجل الأخوة، وإن كان الأخ قليل الدين والمروءة. وأما الفاسق المعلن بفسقه ومن كان مجموعًا على بدعة فلا يسلم عليهم) (١)، ولا يردُّ عليهم السلام إذا سلموا. وروي أن النبي مرَّ على جماعة نسوة فسلم عليهنَّ (٢)، وعلى الصبيان فقال: «السلام عليكم يا صبيان» (٣).

ويبتدئ المسلم بالسلام لمن لم يجز السلام عليه دفعًا للضرر وللحاجة إليه، والسلام سُنة على القريب والغريب.

وإذا دخل الرجل بيته يسلم على أهله، فإن لم يكن فيه أحد يقول: السلام علينا وعلى عباد الله الصالحين. فإن اجتمع بقوم يسلم عليهم، وكذلك إذا فارقهم.

والإشارة بالإصبع من دأب اليهود، وبالكف من عادة النصارى،


(١) هنا نهاية سقوط ورقة من (ق).
(٢) أخرجه أحمد في «مسنده» ٤/ ٣٦٣ (١٩١٥٤)، وأبو يعلى في «مسنده» (٧٥٠٦)، والطبراني في «المعجم الكبير» ٢/ ٣٥٣ (٢٤٨٦) من حديث جرير بن عبد الله.
وقال الألباني في «السلسلة الصحيحة» (٢١٣٩): صحيح بطرقه.
(٣) أخرجه أحمد في «مسنده» ٣/ ١٨٣ (١٢٨٩٦)، والدارمي في «سننه» (٢٦٣٦)، والبخاري في «صحيحه» (٦٢٤٧)، ومسلم في «صحيحه» (٢١٦٨) (١٤)، وابن ماجه في «سننه» (٣٧٠٠)، وأبو داود في «سننه» (٥٢٠٢)، والترمذي في «جامعه» (٢٦٩٦)، من حديث أنس .
وأخرجه مسلم في صحيحه (٢٤٨٢) (١٤٥) من حديث ثابت، عن أنسٍ أيضًا، قال: أتى عليَّ رسولُ الله وأنا ألعب مع الغلمان، قال: فسلَّم علينا فبعثني إلى حاجةٍ، فأبطأت على أمِّي، فلمَّا جئت قالت: ما حبسك؟ قلت: بعثني رسولُ الله لحاجةٍ. قالت ما حاجته؟ قلت: إنَّها سِرٌّ. قالت: لا تحدِّثنَّ بسرِّ رسول اللَّه أحدًا. قال أنسٌ: واللهِ لو حدَّثت به أحدًا لحدَّثتك يا ثابتُ.

<<  <  ج: ص:  >  >>