للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

وتستحل أموالهم ودماءهم؛ قال : «أمرت أن أقاتل الناس حتى (يشهدوا أن) (١) لا إله إلا الله، فإذا شهدوا أن لا إله إلا الله عصموا مني أموالهم ودماءهم إلا بحقها وحسابهم على الله» (٢).

وقال صلوات الله عليه وسلامه: «لا تحاسدوا، ولا تناجشوا، ولا تباغضوا، ولا تدابروا، ولا يبيع بعضكم على بيع بعض، وكونوا عباد الله إخوانًا، المسلم أخو المسلم، لا يظلمه، ولا يخذله، ولا يحقره، التقوى هاهنا ويشير إلى صدره ثلاث مرات بحسب امرئ من الشر أن يحقر أخاه المسلم، كل المسلم على المسلم حرام: دمه، وماله، وعرضه» (٣)، رواه مسلم.

وما كفى ما قالت هذه الطائفة الضالة المضلة الخارجة في استحلال دم المسلمين وأموالهم، وما تقدم من أفعالهم، حتى تكلموا وقالوا في صفات المولى الجليل، وقد نهاهم الشرع عن القال والقيل، فتكلموا في صفاته وذاته ولم يتفكروا في ملكوت السموات والأرض، وفي عجائب مخلوقاته، فأثبتوا لله تعالى الحرف والصوت والصعود والنزول تعالى الله عما يصفون وقال قائلهم بالاستواء (٤)، فخاض بجهله بحرًا لا قرار له؛ فضلَّ وغوى،


(١) في (ق): يقولوا.
(٢) أخرجه البخاري في «صحيحه» (٢٩٤٦)، ومسلم في «صحيحه» (٢١) من حديث أبي هريرة .
(٣) أخرجه أحمد في «مسنده» ٢/ ٢٧٧ (٧٧٢٧)، وعبد بن حميد في «مسنده» (١٤٤٢)، ومسلم في «صحيحه» (٢٥٦٤) من حديث أبي هريرة .
(٤) تقدَّم التفصيل في إثبات الحرف والصوت، ولا وجه للإنكار على من قال بالنزول والاستواء، لثبوت ذلك بالنصوص الصريحة، أما الاستواء فصفةٌ فعليةٌ خبريَّةٌ ثابتةٌ لله ﷿ بصريح القرآن الكريم، قال تعالى: ﴿الرحمن على العرش استوى﴾ [طه: ٥]، وقال سبحانه: ﴿ثم استوى على العرش﴾ [الأعراف: ٥٤، يونس: ٣، الرعد: ٢، الفرقان: ٥٩، السجدة: ٤، الحديد: ٤].
وأما الصعود: فهو من معاني الاستواء، كما نقله ابن القيم في «النونية» عن أبي عُبيدة من أئمة اللغة.
أما النزول فبالسنة المتواترة: فقد أخرج الإمام أحمد ٢/ ٢٦٤ (٧٥٩٢)، والبخاريُّ =

<<  <  ج: ص:  >  >>