للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

لمؤلفها في قيامه بين العامة بالأمر بالمعروف والنهي عن المنكر. فقرَّظ له أربعة، هم: السنباطي الشافعي (٦٥٣ - ٧٢٢)، وابن تيمية الحنبلي (٦٦١ - ٧٢٨)، وابن التركماني المارديني الحنفي (٦٦٠ - ٧٣١)، والإخنائي المالكي (٦٥٨ - ٧٥٠)، وبهذا اكتسب ابن بيدكين «الشرعيَّة» في إنكاره بين العامة.

وهؤلاء العلماء كلهم مصريون، حاشى ابن تيمية، فإنه شاميٌّ، دخل مصر في تواريخ معلومة، وهذا ممَّا يعيننا على تحديد تاريخ تأليف الرسالة، ونتأكد من خلال ذلك أن ابن بيدكين قد عاد إلى القاهرة بعد رحلة الحجِّ:

لقد طُلب شيخ الإسلام أبو العباس ابن تيمية إلى مصر في رمضان سنة (٧٠٥) بمكيدة من بعض خصومه من الصوفية والأشاعرة، فسجن في القاهرة حتى شهر صفر سنة (٧٠٧)، ثم أعيد إلى السجن في شوال من هذه السنة، ثم نفي إلى الإسكندرية في صفر (٧٠٩)، وبقي محبوسًا هناك حتى شوال (٧٠٩) إذ أفرج عنه، وأعيد إلى القاهرة، ومكث فيها إلى أن رجع إلى دمشق آخر شهر شوال سنة (٧١٢)، فكانت مدَّة إقامته في مصر سبع سنوات. ورغم أنَّه قد واصل وهو في السجن نشاطه العلمي في التأليف والفتيا، فإنه لم يحضَ بالتقدير اللائق به إلا بعد إعادته من الإسكندرية بأمر الملك الناصر محمد بن قلاوون (٦٨٤ - ٧٤١)، الذي تغلَّب على مصر سنة (٧٠٩)، وكان محبًّا لابن تيمية، عارفًا بمكانته وفضله، لهذا عجَّل بالأمر بإخراجه من السجن، واستقبله باهتمام وتكريم كبير.

قال علم الدين البرزالي : ولما دخل السلطان إلى مصر يوم عيد الفطر، لم يكن له دأب إلا طلب الشيخ تقي الدين ابن تيمية من الإسكندرية معززًا مكرمًا مبجَّلًا، فوجَّه إليه في ثاني يوم من شوال، بعد وصوله بيوم أو يومين، فقدم الشيخ تقي الدين على السلطان في يوم ثامن الشهر. وخرج مع الشيخ خلق من الإسكندرية يودِّعونه، واجتمع بالسلطان يوم الجمعة، فأكرمه، وتلقَّاه، ومشى إليه في مجلس حفل، فيه قضاة المصريين والشاميين، وأصلح بينه وبينهم، ونزل الشيخ إلى القاهرة، وسكن

<<  <  ج: ص:  >  >>