للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

اسمع أيها الناظر المحروم قول السيد المعصوم، فترى بعض المبتدعين يؤاخي الأمرد ويصافحه، ويخلو به لأجل ما حصل بينهما من الصحبة والأخوة، فيتمرد على الله سبحانه بفعله وقوله، ويخرج عن طريق النبوة فيقول: ما أنا ممن يُغيِّره هذا، فيدعي العصمة، وهي ضمير الكفر، ويقع في العناء بقوله: أنا.

ومن السنة أن لا يُمكِّن المؤمن ولده إذا كان له حسن ظاهر من التبرج، والخروج إلى الأمكنة التي يخاف منها الفتنة إن كان يؤمن الأب بالله واليوم الآخر؛ لئلا يتخلق بأخلاق الشيطان، ولكي لا يعبث به الرجل الفاجر، وكذلك الأزمنة كالمواسم والأعياد، إلا لحاجة ضرورية خوفًا من الفتنة والفساد، ولكي لا تشغل به قلوب العباد، ولا يُمكَّن من الاختلاط بالرجال، ولا يدخل مع الفسقة الحمام، ولا يجلس في الأزقة مع أهل العربدة العوام، ولكن يعلمه ما ينفعه من أمر أخراه، ويجتمع بمن صدقت محبته في سيده ومولاه؛ لأنه يستحي من سيده أن يرتكب ما عنه نهاه، أو ينظر إلى شيء سواه. ويقال: التعليم في الصغر كالنقش في الحجر، فينشأ الولد مباركًا متبعًا للأثر، ومن لم يؤدبه فقد خالف الآية والخبر.

قال شيخنا لمريدٍ له: أنت تختلط بهؤلاء المماليك السلطانية ولهم حسن ظاهر؟! قال: يا سيدي، أنا مشغول عنهم بمن حسَّنهم؛ فعينٌ نظرت إلى ما حرم الله سبحانه عليها العمى أولى بها.

نظر بعض الصالحين إلى محرَّم فدعا الله تعالى بكف بصره؛ فعمي، فكان ولده يقوده (لكي يصلي) (١) مع الجماعة في مسجد النبي ، فصلى


(١) في (ق): ليصلي.

<<  <  ج: ص:  >  >>