للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

في شرح مذهب مالك (١)، وينقض أيضًا في مذهب أحمد بن حنبل (٢) ومن تابعهما.

والقول الآخر: لا ينقض، وهو مذهب أبي حنيفة (٣) والشافعي (٤).

وأجمعوا أن الإنسان يأثم إذا التذَّ بلمسه ونظره.

وإذا كان الأمردُ الحسنُ الوجه صالحًا، قال بعض العلماء: لا بأس بمصافحته بغير شهوة، وكذلك النظر إليه. وعند بعضهم: لا يصافحه ولا ينظر إليه، ولا يخلو به، وسواء كان النظر والمصافحة بشهوة أو بغير شهوة خوفًا من الفتنة واقتداءً بالسنة.

واختار بعض العلماء أن لا يسمع الإنسان قراءته للقرآن.

وقد كان السلف الصالح إذا مرَّ أحدهم بغلامٍ حسن الوجه يفرُّ منه كفراره من الأسد؛ خوفًا على نفسه من الفتنة، فلا تتعرض أيها الغافل لهذه المحنة.

سألت جارية بشر الحافي عن باب حربٍ (٥) فأجابها، وكانت ذات منصب وجمال، ثم جاء بعدها غلام حسن الوجه فسأله، فأطرق بشر، فرد (٦) الغلام السؤال، فغمض الشيخ عينيه، فقال الفقراء للشاب: الباب بين


(١) انظر «الشرح الكبير» للدردير ١/ ١٢٠.
(٢) المشهور من مذهب أحمد أن لمس الأمرد لا ينقض الوضوء ولو بشهوة. انظر: «الشرح الكبير» لابن قدامة ١/ ١٨٨، و «الروض المربع شرح زاد المستنقع» للبهوتي ١/ ٣٤.
(٣) انظر «الفتاوى الهندية» ١/ ١٣.
(٤) انظر «الحاوي الكبير في فقه الشافعي» للماوردي ١/ ١٨٨.
(٥) باب حرب موضع في بغداد، عند «الحربية» وهي محلة كبيرة مشهورة، وكان بقرب الباب مقبرة مشهورة دفن فيها بشر الحافي وأحمد بن حنبل وغيرهما، وهذه النسبة إلى حرب بن عبد الله البلخي، ويعرف بالراوندي، أحد قوَّاد أبي جعفر المنصور، وكان يتولى شرطة بغداد، وقتلت الترك حربًا في أيام المنصور سنة (١٤٧) . انظر «معجم البلدان» لياقوت (مادة: حرب).
(٦) كذا، وفي «سلوة الأحزان»: «ردَّدَ».

<<  <  ج: ص:  >  >>