للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

أحدهما عن نفسه، والآخر عن أمته؛ أي جعل ثوابه لأمته (١).

وذكر عبد الحق صاحب «الأحكام» في «العاقبة» قال: روي عن النبي قال: «الميت في قبره كالغريق ينتظر دعوة تلحقه (٢) من ابنه أو أخيه، أو صديق له؛ فإذا لحقته كان أحب إليه من الدنيا وما فيها» (٣).

روى الدارقطني عن علي بن أبي طالب ؛ أن النبي قال: «من مرَّ على المقابر فقرأ: ﴿قُلْ هُوَ اللَّهُ أَحَدٌ﴾ [الإخلاص: ١] إحدى عشرة مرة، ثم وهب أجرها للأموات، أُعطي من الأجر بعدد الأموات» (٤).

وروى الحافظ من «شرح السنة» عن أبي هريرة قال: يموت الرجل ويدع ولدًا، ترفع له درجة، فيقول: يا رب ما هذا؟ فيقول:


(١) أخرجه البخاري في «صحيحه» (٥٥٦٤)، ومسلم في «صحيحه» (١٩٦٦) من حديث أَنَسٍ : أن النبي كان يضحي بكبشين أملحين أقرنين، ووضع رجله على صفحتهما ويذبحهما بيده. وزاد مسلم: قال: وسمَّى وكبَّر.
وليس فيهما موطن الشاهد أنه وهب ثواب أحد الكبشين لأمته، لكن أخرجه أبو داود (٢٧٩٥) والترمذي (١٥٢٠) عن جابر بن عبد الله ، قال: شهدت مع رسول الله الأضحى بالمصلى، فلما قضى خطبته، نزل من منبره، وأتى بكبش، فذبحه رسول الله بيده، وقال: «بسم الله، والله أكبر، هذا عنِّي، وعن من لم يضح من أمتي».
وصححه الألباني في «إرواء الغليل» (١١٣٨).
(٢) في (خ، ق): ملحقة. وما أثبتناه من (ب)، والمصدر.
(٣) «العاقبة في ذكر الموت» وهو للعلامة عبد الحق بن عبد الرحمن بن عبد الله الأزدي الإشبيلي، أبو محمد، المعروف بابن الخراط (ت: ٥٨١ هـ)، صاحب كتاب الأحكام، وهو في ثلاث نسخ: كبرى، وصغرى، ووسطى.
والحديث خرَّجه الألباني في «الضعيفة» (٧٩٩) وقال: منكر جدًّا.
(٤) لم أقف عليه فيما لدي من مصنفات الدارقطني، والحديث أخرجه أبو محمد الخلال في «فضائل سورة الإخلاص» (٦٦)، وأورده العجلوني في «كشف الخفاء» (٢٦٣٠)، والسيوطي في «ذيل الأحاديث الموضوعة» (ص ١٤٤).
وقال الشيخ الألباني في «السلسة الضعيفة» (١٢٩٠): موضوع.

<<  <  ج: ص:  >  >>