للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

والعقر للإبل، والذبح لغيره، وإن عكس جاز مع الكراهية لخروجه عن السنة.

رأى الحسن البصري رجلًا يأكل في المقبرة فقال لأصحابه: هذا رجل منافق، الموت بين عينيه، وهو يشتهي الطعام (١). وفي يومنا هذا قد جعلوا زيارة القبور ملعبة ومنزهة ضد المقصود، وشؤم (٢) ذلك عليهم يعود؛ لاختلاط الرجال بالنساء، ولرقصهم وضربهم بالطَّار والعود، ولنسيانهم للموت، ولقلة تفكرهم لأهوال القيامة واليوم الموعود، فمن أطلق زوجته أو كريمته أو جاريته في هذه الأوقات فهو شريكهم في السيئات؛ لقلة غيرته، ولخروجه عن طريق السادات (٣).

والمعاصي في القبور لا يفعلها إلا كل عبدٍ معتدٍ مغرور، قد نسي الموت والقيامة والنشور؛ لأن المقبرة تذكر الآخرة، ولا يُمكِّن أيضًا الرجلُ


(١) ذكره أبو الليث السمرقندي في «تنبيه الغافلين» ٥٦٢.
(٢) في (ب): ضد.
(٣) في (ب): العبادات.

<<  <  ج: ص:  >  >>