للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

وقال السَّريُّ: طريق النجاة أن يكون معك ثلاث خصال هنَّ سبيل الهدى، وهن: الطهارة من البدع، وكمال التقوى، وطيب الغذاء (١).

وقيل لبشر الحافي: كيف الطريق إلى الله؟ قال: الصوم والصلاة، ومن أين تأكل (٢).

سألت عائشة النبي فقالت: مَنْ المؤمن يا رسول الله؟ قال: «مَنْ حاسَبَ نفسه من أين يدخل قرصاه» (٣).

فمن حاسب نفسه في الدنيا لم يُحاسب في الآخرة.

وجاء في حديث آخر: «استحيوا من الله حقَّ الحياء». قالوا: يا رسول الله، إنا لنفعل (٤)، إنا لنستحيي. قال: «ليس كذلك، من استحيَى من الله حق الحياء فليحفظ الرأس وما حوى، والبطن ما وعى، ومن طلب الآخرة ترك زينة الدنيا، فمن فعل ذلك فقد استحيَى من الله حقَّ الحياء» (٥).


(١) لم أجده.
(٢) لم أجده.
(٣) روى محمد بن وضاح القرطبي في كتابه: «القطعان» عن عبد الرحمن بن القاسم العُتَقي، عن العمري: أن عائشة قالت لرسول الله : يا رسول الله من المؤمن؟ قال: «الذي إذا أصبح سأل من أين قرصته»، قالت: يا رسول الله من المؤمن؟ قال: «الذي إذا أمسى سأل من أين قرصته»، قالت: يا رسول الله! لو علم الناس أَنهم كُلِّفوا علم ذلك لتكلفوه، قال: «قد علموه، ولكنهم غشموا بالمعيشة غشمًا». هكذا نقله أبو الوليد ابن رشد في «البيان والتحصيل» ١٨/ ٥١١.
وهذا إسناد ضعيف منقطع، والعمري لعله أحد أبناء عمر بن حفص بن عاصم بن عمر بن الخطاب، وهم: عُبيد الله وهو فقيه ثقة، وعبد الله وعاصم وهما ضعيفان، وأبو بكر. وهم جميعًا من أتباع التابعين الذين لا يروون عن الصحابة، فإن كان المراد من هو فوق طبقتهم صار الانقطاع بينه وبين ابن القاسم. ومهما يكن فهو حديث منكر تناقله بعض المالكية في كتبهم، وقد تلقَّفه أبو بكر ابن العربي المالكي وزعم أنه «حديث صحيح»، فيما نقل عنه ابن الحاج في «المدخل» ٤/ ٥! (ت)
(٤) في (ق، خ): لنفتعل.
(٥) أخرجه ابن أبي شيبة في «مصنفه» (٣٥٤٦١)، وأحمد في «مسنده» ١/ ٣٨٧ (٣٦٧١)، والترمذي في «جامعه» (٢٤٥٨) من حديث ابن مسعود .
قال الترمذي: هذا حديث إنما نعرفه من هذا الوجه.
وقال الحاكم في «المستدرك» ٤/ ٣٢٣: هذا حديث صحيح الإسناد ولم يخرجاه.
وقال الألباني في «صحيح الجامع» (٩٣٥): حسن.

<<  <  ج: ص:  >  >>