للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

وكذلك قولُ بعض من خذله الله سبحانه في مزحه: الشيخُ عَديٌّ شيء آخر! فيصير فاسقًا، وإن قالها معتقدًا يصير كافرًا كما يفعله بعض جهلة الأكراد ممن يتغالَى في الشيخ عدي، فيصدِّق بعلو مرتبة النبي ويقول: لكن الشيخُ عَديُّ شيء آخر. فمن اعتقد ذلك في الشيخ عدي فهو عبدٌ كافر معتدي (١).

قال : «أنا سيد ولد آدم ولا فخر» (٢).

ومن ذلك ما يتمَرَّدُ العبدُ بمزحه على الله تعالى، ويضيفه إلى ابن


(١) هذه إفادة مهمة من المصنِّفُ عن الغلو الذي انتشر بين بعض جهلة الأكراد في الشيخ عدي ، وهو عدي بن مسافر بن إسماعيل الهكَّاري (٤٦٧ - ٥٥٧ هـ)، ينتهي نسبه إلى مروان بن الحكم الأموي، من شيوخ المتصوفين، تنسب إليه الطائفة العدوية، كان صالحًا ناسكًا، ولد في بيت قار (من أعمال بعلبك) وجاور بالمدينة أربع سنوات، وبنى زاوية في جبل الهكارية (من أعمال الموصل) فانقطع للعبادة، توفي ودفن بها. وانتشرت طريقته في أهل السواد والجبال. وغالى أتباعه العدوية في اعتقادهم فيه، وأحرق قبره سنة (٨١٧ هـ)، وقد ظهر الانحراف في أتباعه، وتحولوا من ضلالات التصوف إلى دين جديد عُرف باليزيدية. انظر «الموسوعة الميسرة في الأديان والمذاهب المعاصرة» (مادة: اليزيدية). وكان الشيخ عدي بن مسافر في نفسه مستقيمًا على السنة، وله رسالة في الاعتقاد طبعها شيخنا حمدي عبد المجيد السَّلفي الكردي في سنة (١٤١٩) عن أصل خطي نفيس، وقد قال شيخ الإسلام ابن تيمية : والشيخ عدي قدس الله روحه كان من أفاضل عباد الله الصالحين وأكابر المشايخ المتبعين، وله من الأحوال الزكية والمناقب العلية ما يعرفه أهل المعرفة بذلك. وله في الأمة صيت مشهور، ولسان صدق مذكور، وعقيدته المحفوظة عنه لم يخرج فيها عن عقيدة من تقدمه من المشايخ الذين سلك سبيلهم، كالشيخ الإمام الصالح أبي الفرج عبد الواحد بن محمد بن علي الأنصاري الشيرازي ثم الدمشقي، وكشيخ الإسلام الهكاري ونحوهما. وهؤلاء المشايخ لم يخرجوا في الأصول الكبار عن أصول أهل السنة والجماعة، بل كان لهم من الترغيب في أصول أهل السنة والدعاء إليها، والحرص على نشرها، ومنابذة من خالفها، مع الدين والفضل والصلاح ما رفع به أقدارهم، وأعلى منارهم، وغالب ما يقولونه في أصولها الكبار جيد، مع أنه لا بدَّ وأن يوجد في كلامهم وكلام نظرائهم من المسائل المرجوحة والدلائل الضعيفة. (مجموع الفتاوى: ٣/ ٣٧٧).
(٢) سبق تخريجه.

<<  <  ج: ص:  >  >>