للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

أعمى وكان ممن أعمى الله عينيه ونوَّر قلبه فقال لها: إن كان هو ما يراك فأنت ترينه (١).

فمن فعل هذه الفاحشة أو رضي بها؛ لم يرض الله عنه.

ورأى علي بن أبي طالب كرم الله وجهه امرأةً تمشي في سوق البصرة فغضب على أهلها، وقال: أما يستحي أحدكم أن يترك زوجته أو كريمته تعالج الرجال في الأسواق، قبَّح الله رجلًا لا يغار (٢).

وقيل لسعد: لو رأيت رجلًا مع امرأتك؟ قال: كنت أضربه بالسيف غير مصفح. فبلغ ذلك النبي فقال: «أتعجبون من غيرة سعد؟ والله أنا أغير منه، وربي أغير مني، ولذلك حرم الفواحش ما ظهر منها وما بطن» (٣).

فكلُّ عبدٍ لا يغار هو مبتدع، خارج عن طريق النبي المختار، والصحابة الأخيار، والمؤمنين الأبرار، داخل في طريق الفجار، قد رضي لنفسه بعذاب النار، وسخط الجبار، فإن تاب تاب الله عليه وهو العزيز الغفار.

فأهل العروس والعروسة ومن رضي بهذه الفاحشة، الكل قد اشتركوا في الذنوب والعصيان، وتعاونوا على الإثم والعدوان، قال المبعوث


(١) أخرجه أحمد في «مسنده» ٦/ ٢٩٦ (٢٦٥٣٧)، وأبو داود في «سننه» (٤١١٢)، والترمذي في «جامعه» (٢٧٧٨) عن نبهان مولى أم سلمة: أن أم سلمة حدثته أنها كانت عند رسول الله ، وميمونة، قالت: فبينا نحن عنده أقبل ابن أم مكتوم فدخل عليه، وذلك بعدما أمرنا بالحجاب، فقال رسول الله : «احتجبا منه» فقلت: يا رسول الله أليس هو أعمى لا يبصرنا ولا يعرفنا؟ فقال رسول الله صلى الله عليه وسلك: «أفعمياوان أنتما؟ ألستما تبصرانه؟».
قال أبو عيسى: هذا حديث حسن صحيح.
وقال الألباني في «الضعيفة» (٥٩٥٨): ضعيف.
(٢) لم أجده عن علي، ووجدته من كلام الحسن في «إحياء علوم الدين» ٢/ ٤٦.
(٣) أخرجه أحمد في «مسنده» ٤/ ٢٤٨ (١٨١٦٨)، وعبد بن حميد في «مسنده» (٣٩٢)، والدارمي في «سننه» (٢٢٢٧)، والبخاري في «صحيحه» (٦٨٤٦)، ومسلم في «صحيحه» (١٤٩٩).

<<  <  ج: ص:  >  >>