للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

فقد بيَّن سيد الحكماء أمراض العباد بقوله : «تنكح المرأة لأربع: لجمالها، ولمالها، ولحسبها، ولدينها». وقال للسائل: «عليك بذات الدين تربت يداك» (١).

وهذا الحديث نُصحٌ للأمة؛ لأن الدين يبقى، والمال والجمال والحسب والنَّسب يفنى. أي: لا تكثروا الالتفات إلى هذه الملونات؛ فهي كالظل الزائل عن أيام قلائل.

قال المولى جل وعلا: ﴿وَلَا تَمُدَّنَّ عَيْنَيْكَ إِلَى مَا مَتَّعْنَا بِهِ أَزْوَاجًا مِنْهُمْ زَهْرَةَ الْحَيَاةِ الدُّنْيَا لِنَفْتِنَهُمْ فِيهِ وَرِزْقُ رَبِّكَ خَيْرٌ وَأَبْقَى﴾ [طه: ١٣١].

تدبر هذه الآيات ترى عجبًا؛ فقوله تعالى: ﴿لَا تَمُدَّنَّ عَيْنَيْكَ﴾ [طه:


(١) أخرجه الدارمي في «سننه» (٢١٧٠)، والبخاري في «صحيحه» (٥٠٩٠)، ومسلم في «صحيحه» (١٤٦٦)، وابن ماجه في «سننه» (١٨٥٨)، وأبو داود في «سننه» (٢٠٤٧)، وابن حبان في «صحيحه» (٤٠٣٦)، والبيهقي في «السنن الكبرى» ٧/ ٧٩، من حديث أبي هريرة ، بلفظ: «تنكح المرأة لأربع: لمالها، ولحسبها، وجمالها، ولدينها، فاظفر بذات الدين؛ تربت يداك».
وأخرجه الدارمي في «سننه» (٢١٧١)، ومسلم في «صحيحه» (٧١٥) (٥٤)، والترمذي في «الجامع» (١٠٨٦) من حديث جابر بن عبد الله ، بلفظ: تزوجتُ امرأة في عهد رسول الله ، فلقيتُ النبي ، فقال: «يا جابر، تزوجت؟» قلت: نعم. قال: «بكر أم ثيب؟» قلت: ثيب. قال: «فهلا بكرًا تلاعبك». قلت: يا رسول الله، إن لي أخوات، فخشيت أن تدخل بيني وبينهن. قال: «فذاك إذن، إن المرأة تنكح على دينها، ومالها، وجمالها، فعليك بذات الدين؛ تربت يداك».
وأخرجه عبد الرزاق في «مصنفه» (٢٠٦٠٥) من حديث مجاهد مرسلًا، بلفظ: «ما فائدة أفادها الله على امرئ مسلم خير له من زوجة صالحة؛ إذا نظر إليها سرته، وإذا غاب عنها حفظته في نفسها، وإن أمرها أطاعته، تُنكح المرأة لأربع: لدينها، وجمالها، ومالها، وحسبها، فعليك بذات الدين؛ تربت يداك».
وأخرج عبد بن حميد في «مسنده» (٣٢٨)، وابن ماجه في «سننه» (١٨٥٩)، والبيهقي في «السنن الكبرى» ٧/ ٨٠، من حديث عبد الله بن عمرو ، بلفظ: «لا تزوجوا النساء لحسنهن؛ فعسى حسنهن أن يرديهن، ولا تزوجوهن لأموالهن؛ فعسى أموالهن أن تطغيهن، ولكن تزوجوهن على الدين، ولأمة خرماء سوداء ذات دين أفضل». وأورده الألباني في «الضعيفة» (١٠٦٠).

<<  <  ج: ص:  >  >>