للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

وقال: «من تزوج فقد أحصن نصف دينه، فليتق الله في النصف الآخر» (١).

ففي التزويج من مقتضى هذا الحديث خمس فوائد:

الأول: امتثال أمر النبي حين قال: «تناكحوا». قال الله تعالى: ﴿مَنْ يُطِعِ الرَّسُولَ فَقَدْ أَطَاعَ اللَّهَ﴾ [النساء: ٨٠] وقال تعالى: ﴿وَمَا آَتَاكُمُ الرَّسُولُ فَخُذُوهُ وَمَا نَهَاكُمْ عَنْهُ فَانْتَهُوا﴾ [الحشر: ٧].

الثانية: رفع علم الإسلام؛ لقوله: «إني مكاثر بكم الأمم».

الثالثة: إدخال السرور على قلب رسول الله ؛ لقوله: «والمولود (٢) من أمتي أحب (٣) إليَّ من الدنيا وما فيها».

الرابعة: فضل التناكح حين أضافه إليه وإلى النبيين من قبله؛ لقوله : «النكاح سنتي» (٤)، ولقوله تعالى: ﴿وَلَقَدْ أَرْسَلْنَا رُسُلًا مِنْ قَبْلِكَ وَجَعَلْنَا لَهُمْ أَزْوَاجًا وَذُرِّيَّةً﴾ [الرعد: ٣٨].

الخامسة: حراسة الدين وتحصينه.

ومن باشر أمرًا يحصل له منه امتثال أمر النبي وطاعته، ورفع علم الإسلام، وإدخال السرور على قلب نبيه وحبيبه باتباع سنته، فحقيق يرجى له أن يدخله الله تعالى في رحمته.

ثم اعلم بأن أكثر العلماء على أن التخلي للنكاح (عندهم أفضل من التخلي للعبادة؛ لأن نفع العبادة قاصر على فاعلها، ونفع النكاح) (٥) متعدي: وهو نفقة المال على العيال، وإظهار نسمة (٦) تعبد الله تعالى، وتوحده في


(١) سبق تخريجه.
(٢) في (خ، ق): ولمولود.
(٣) في (خ): خير.
(٤) سبق تخريجه.
(٥) ليست في (خ).
(٦) النَّسَمُ والنَّسَمةُ نفَسُ الروح، وما بها نَسَمة أَي نفَس، يقال: ما بها ذو نسَمٍ. أَي: ذو رُوح. والجمع نَسَمٌ والنَّسيمُ ابتداءُ كلِّ ريحٍ قبل أَنْ تَقْوى. «لسان العرب» مادة: نسم.

<<  <  ج: ص:  >  >>