للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

وأدبني الزمان فلا أبالي … هُجرت فلا أزار ولا أزور

ولست بسائل ما دمت حيًّا … أقام الشيخ أم ركب الأمير

فقد علمت أن الإنسان يحب الأنس، كما (١) قال بعضهم:

وما سمي الإنسان إلا لأنسه … وما (٢) القلب إلا أنه يتقلب

وقال : «ما سمي القلب قلبًا إلا لتقلبه» (٣).

وفي حديث آخر: «قلب ابن آدم أشد غليانًا من القِدْرِ إذا غلا» (٤).

فإذا أراد الله بعبدٍ خيرًا قلَّب قلبه في الطاعة، وإن لم يرد به خيرًا قلَّب قلبه في حب البدع والغفلة والشناعة، وإذا أحب السيد عبده أيقظه، وإذا كرهه؛ قال: دعوه نائمًا.

وفي الحديث: إذا أحب الله عبدًا يقول: يا جبريل، أقم فلانًا، فإني أحب أن أسمع صوته، وأنم فلانًا فإني أكره أن أسمع صوته (٥).

وفي حديث آخر: «الناس نيام فإذا ماتوا انتبهوا» (٦).

فإن قال قائل: في الناس المتيقِّظ، فما معنى قوله : «الناس نيام»؟

أجاب المؤلف: لما كان أكثر الناس نيامًا، خرج الحديث على الغالب؛ فالغالب عليهم الغفلات، وحب الدنيا، والبدع، والشهوات. فكل


(١) ليست في (ق، ب).
(٢) في (ق): ولا.
(٣) لم أقف عليه مرفوعًا، وأخرجه ابن المبارك في «الزهد» (٣٥٨)، وابن الجعد في «مسنده» (١٤٥٠) من كلام أبي موسى الأشعري .
(٤) أخرجه أحمد في «مسنده» ٦/ ٤ (٢٣٨١٦)، والحاكم في «المستدرك» ٢/ ٢٨٩، قال الحاكم: هذا حديث صحيح على شرط البخاري ولم يخرجاه. ووافقه الذهبي.
وصححه الألباني في «السلسلة الصحيحة» (١٧٧٢).
(٥) لم أقف عليه.
(٦) قال الحافظ العراقي في «المغني عن حمل الأسفار» (٣٦١١): لم أجده مرفوعًا، يعزى لعلي ابن أبي طالب. وقال الألباني في «السلسلة الضعيفة» (١٠٢): لا أصل له.

<<  <  ج: ص:  >  >>