للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

وقد ذمَّ الله تعالى قومًا اتخذوا دينهم لهوًا ولعبًا، ولقد أحسن مَنْ قال:

النَّقرُ بالطَّار والتشبيب بالقصب … شيئان قد عُرفا للهو واللعب

والمطربون فلا تسمع لقولهم … فالشرع قد حرَّم الإصغاء للطرب

إن حركوا الطَّار أمسوا يرقصون له … شِبْهَ الذباب، ألا سُحقًا لمرتكب

قوم لقد أحدثوا في ديننا بدعًا … وخالفوا الحقَّ دين الهاشمي العربي

تبًّا لمن أحدثوا في الدين وابتدعوا … ما ليس منه بلا علم ولا أدب

ويدعي الصدق في التصويف جاهلهم … ويربط الناس بالبهتان والكذب

يا مدعي الزور يا شر الورى خَلَفًا … هل أنزل الله نقر الطار في الكتب

أو أرسل الله صدِّيقًا بطقطقة … على الوسادة إنْ تابعتهم تخب

ما صفَّق القوم يومًا، لا ولا رقصوا … وما لهم في الغنا والرقص من أرب

بل كان القوم في خوفٍ وفي وجل … ما بين باكٍ وأوَّاهٍ ومنتحِب

فاتَّبِع القومَ أيها العابدُ لتحشر معهم (١)، وتنجوَ من الكرب


= من الله تعالى، وجاهرت به جماعة المسلمين، وشاقت به سبيل المؤمنين، وخالفت العلماء والفقهاء وحملة الدين: ﴿ومن يشاقق الرسول من بعد ما تبين له الهدى ويتبع غير سبيل المؤمنين نوله ما تولى ونصله جهنم وساءت مصيرا﴾ [النساء: ١١٥].
قلتُ: وفي زماننا هذا ورثت الحركة الإسلامية هذه البدعة الصوفية، فأخرجتها للناس باسم الأناشيد الإسلامية، وجعلت ذلك من وسائل الدعوة، وادعت أنها من أسباب القربى إلى الله تعالى، وصار لهذه البدعة القبيحة أعلام ونجوم مثل نجوم الغناء والطرب، ثم جاءت القنوات الفضائية، فانتقل المنشدون الإسلاميون من المساجد والمراكز الإسلامية إلى (استوديوهات) المطربين والمطربات، وزاحموهم حتى في (الفيديو كليب)، وفي فنون اللباس والزينة و (الماكياج) وغيرها، واحتاجوا في ذلك إلى دراسة علوم الموسيقى والطرب، فالتحق بعضهم بمعاهدها، فإلى الله المشتكى من رقَّة دينهم وخفَّة عقولهم، وسفاهة أحلامهم. (ت)
(١) يعني القومَ المذكورين في البيت الأخير، وظن ناسخ (ق) أن المراد من تقدَّم ذمُّهم فجعله: (فلا تتَّبع … ).

<<  <  ج: ص:  >  >>