للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

وجالسوهم (١).

وعن أبي بكر الصديق قال: يا أيها الناس إنكم تقرؤون هذه الآية تضعونها على غير موضعها: ﴿يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آَمَنُوا عَلَيْكُمْ أَنْفُسَكُمْ لَا يَضُرُّكُمْ مَنْ ضَلَّ إِذَا اهْتَدَيْتُمْ﴾ [المائدة: ١٠٥]. وإني سمعت رسول الله يقول: «إن الناس إذا رأوا الظالم فلم يأخذوا على يديه أوشك أن يعمهم الله بعقابه» (٢).

قال عمر بن عبد العزيز: إن الله تعالى لا يعذب العامة بعمل الخاصة، ولكن إذا ظهرت المعاصي ولم ينكروها استحق القوم جميعًا العقوبة (٣).

وقال نبي الله : «من رأى منكرًا فليغيره بيده، فإن لم يستطع فبلسانه، فإن لم يستطع فبقلبه، وذلك أضعف الإيمان» (٤)، رواه مسلم.

فقد تبيَّن (٥) أن من ترك الأمر بالمعروف مع القدرة عاصٍ مبتدع، والبدعة في الدين خطر عظيم، ومن ذلك قوله تعالى: ﴿ادْخُلُوا الْبَابَ


(١) تقدم، وانظر: «تفسير البحر المحيط» لأبي حيان الأندلسي ٣/ ٥٣٣، و «الكشف والبيان» للثعلبي ٤/ ٨٧.
(٢) أخرجه أحمد في «مسنده» ١/ ٥ (١٦)، وابن ماجه في «سننه» (٤٠٠٥)، وأبو داود في «سننه» (٤٣٣٨)، والترمذي في «الجامع» (٢١٦٨)، من حديث قيس ابن أبي حازم . وصححه الألباني في «صحيح ابن ماجه».
(٣) أخرجه الحميدي (٢٦٩)، ومن طريقه أخرجه مالك في «الموطأ» (١٧٩٩)، وأخرجه أحمد في «الزهد» ١/ ٢٩٤.
وقد روي مرفوعًا؛ أخرجه أحمد في «مسنده» ٤/ ١٩٢ (١٧٧٢٠)، والطبراني في «المعجم الكبير» ١٧/ ١٣٩ (٣٤٤)، من حديث عدي بن عميرة.
وأخرجه أبو داود في «سننه» (٤٣٤٥)، والطبراني في «المعجم الكبير» ١٧/ ١٣٨ (٣٤٣، ٣٤٥)، من حديث العرس بن عميرة. وحسنه الألباني في «صحيح أبي داود».
(٤) أخرجه أحمد في «مسنده» ٣/ ١٠ (١١٠٧٣)، ومسلم في «صحيحه» (٤٩) (٧٨)، وابن ماجه في «سننه» (١٢٧٥)، وأبو داود في «سننه» (١١٤٠)، والترمذي في الجامع (٢١٧٢)، والنسائي في «سننه» ٨/ ١١١ (٥٠٠٨)، من حديث أبي سعيد الخدري .
(٥) في (ط): بين.

<<  <  ج: ص:  >  >>