للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

وأمروا بالمعروف وانهوا عن المنكر قبل أن تسألوني فلا أطيعكم، وتدعوني فلا أستجيب لكم وتستنصروني فلا أنصركم» (١).

وتمثيل النبي بالقوم الذين استهموا في السفينة معروف (٢).

وقد أهلك من قوم يوشع ألوف لتركهم الأمر بالمعروف (٣).

ثم اعلم بأن الأمر بالمعروف هو من قواعد الدين، وطريق سيد المرسلين ويقرب لرب العالمين، فمن ترك الأمر بالمعروف مع القدرة فقد خالف الرب الرؤوف، ووقع في أمر مخوف.

قال بعض العلماء: الأمر بالمعروف على ثلاثة أقسام: باليد للأمراء، وباللسان للعلماء، وبالقلب للعوام. وهذا قول حسن؛ لأن العوام لا يعرفون العلم فيقولون باللسان، ولا يقدرون على إزالة المنكر بالسيف والسنان، وهذا أضعف الإيمان.


(١) لم أقف عليه.
(٢) أخرجه أحمد في «مسنده» ٤/ ٢٦٩ (١٨٣٧٠)، والبخاري في «صحيحه» (٢٤٩٣)، والترمذي في «الجامع» (٢١٧٣)، والطبراني في «المعجم الأوسط» (٩٣١٠)، من حديث النعمان ابن بشير . قال: قال رسول الله : «مثل القائم على حدود الله والمدهن فيه كمثل قوم استهموا على سفينة في البحر؛ فأصاب بعضهم أعلاها، وأصاب بعضهم أسفلها، فكان الذين في أسفلها يصعدون؛ فيستقون الماء فيصبون على الذين في أعلاها فقال الذين في أعلاها: لا ندعكم تصعدون فتؤذوننا. فقال الذين في أسفلها: فإننا ننقبها من أسفلها فنستقي فإن أخذوا على أيديهم فمنعوهم نجوا جميعا وإن تركوهم غرقوا جميعًا».
(٣) قال الحافظ العراقي في «تخريج الإحياء» (٢٢٣٥): حديث عائشة: «عذب أهل القرية فيها ثمانية عشر ألفًا عملهم عمل الأنبياء»؛ لم أقف عليه مرفوعًا، وروَى ابن أبي الدنيا وأبو الشيخ عن إبراهيم بن عمر الصنعاني: أوحى الله إلى يوشع بن نون إني مهلك من قومك أربعين ألفًا من خيارهم، وستين ألفًا من شرارهم. قال: يا رب هؤلاء الأشرار فما بال الأخيار؟ قال: إنهم لم يغضبوا لغضبي، فكانوا يواكلوهم ويشاربوهم.
وذكره أبو الليث السمرقندي في «تنبيه الغافلين» ٣١ من غير إسناد.

<<  <  ج: ص:  >  >>