ولم أقف على حديث كلَّم فيه الذئب نبي الله ﷺ. وأخرج أحمد في «مسنده» ١/ ٢٠٤ (١٧٤٥)، وأبو داود في «سننه» (٢٥٤٩) من حديث عبد الله بن جعفر قال: ردفني رسول الله ﷺ ذات يوم خلفه فأسر إليَّ حديثًا لا أخبر به أحدًا أبدًا وكان رسول الله ﷺ أحب ما استتر به في حاجته هدف أو حائش نخل فدخل يومًا حائطًا من حيطان الأنصار. فإذا جمل قد أتاه فجرجر، وذرفت عيناه. قال بهز وعفان: فلما رأى النبي ﷺ حنَّ وذرفت عيناه؛ فمسح رسول الله ﷺ سراته وذفراه؛ فسكن. فقال: «من صاحب الجمل» فجاء فتى من الأنصار فقال: هو لي يا رسول الله. فقال: «أما تتقي الله في هذه البهيمة التي ملَّككها الله، إنه شكا إليَّ إنك تجيعه وتدئبه». وصححه الألباني في «صحيح أبي داود» (٢٢٩٧) قال: صحيح على شرط مسلم. وأخرج ابن أبي شيبة في «مصنفه» (٣٢٤٠٧)، وأحمد في «مسنده» ٣/ ٣٠٠ (١٤٢٠٦)، والبخاري في «صحيحه» (٢٠٩٥) من حديث جابر ﵁ قال: كان رسول الله ﷺ يخطب إلى جذع نخلة، فقالت له امرأة من الأنصار: يا رسول الله! إن لي غلامًا نجارًا، أفلا آمره يصنع لك منبرًا؟ قال: «بلى»، فاتخذ منبرًا، فلما كان يوم الجمعة خطب على المنبر، قال: فأنَّ الجذعُ الذي كان يقوم عليه كأنين الصبي، فقال النبي ﷺ: «إن هذا بكى لما فقد من الذكر». (١) ذكر السيوطي في «الخصائص الكبرى» (باب آياته ﷺ في إحياء الموتى وكلامهم) ٢/ ١٠٣ جملة من الروايات، وليس فيها ما هو صحيح صريح. أما قصة الغزالة: فأخرجها أبو نعيم في «دلائل النبوة» (٣٢٠)، والبيهقي في «دلائل النبوة» ٦/ ٣٥ من حديث زيد بن أرقم ﵁ قال: كنت مع النبي ﷺ في بعض سكك المدينة، فمررنا بخباء أعرابي، فإذا ظبية مشدودة إلى الخباء، فقالت: يا رسول الله، إن هذا الأعرابي اصطادني ولي خشفان في البرية، وقد تعقَّد اللبن في أخلافي، فلا هو يذبحني فأستريح، ولا يدعني فأرجع إلى خشفي في البرية، فقال لها رسول الله ﷺ: «إن تركتك ترجعين؟» قالت: نعم، وإلا عذبني الله عذاب العشار، فأطلقها رسول الله ﷺ، فلم تلبث أن جاءت تلمظ، فشدها رسول الله ﷺ إلى الخباء، =