للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

له الميت وكلَّمه، وكلمته الغزالة (١)، ونبع الماء من بين أصابعه حتى روي


تتقي الله تحول بيني وبين رزق ساقه الله إلي؟ قال الراعي: العجب للذئب والذئب مقعٍ على ذنَبه يكلمني بكلام الإنس؟ قال الذئب للراعي: ألا أحدثك بأعجب من هذا؟ هذا رسول الله بين الحرتين يحدث الناس بأنباء ما قد سبق. فساق الراعي شاءه إلى المدينة فزواها في زاوية من زوياها، ثم دخل على رسول الله ، فقال له ما قال الذئب، فخرج رسول الله وقال للراعي: «قم فأخبر» فأخبر الناس بما قال الذئب. وقال : «صدق الراعي، ألا من أشراط الساعة كلام السباع الإنس، والذي نفسي بيده لا تقوم الساعة حتى تكلم السباع الأنس، ويكلم الرجل نعله، وعذبة سوطه، ويخبره فخذه بحديث أهله بعده».
ولم أقف على حديث كلَّم فيه الذئب نبي الله .
وأخرج أحمد في «مسنده» ١/ ٢٠٤ (١٧٤٥)، وأبو داود في «سننه» (٢٥٤٩) من حديث عبد الله بن جعفر قال: ردفني رسول الله ذات يوم خلفه فأسر إليَّ حديثًا لا أخبر به أحدًا أبدًا وكان رسول الله أحب ما استتر به في حاجته هدف أو حائش نخل فدخل يومًا حائطًا من حيطان الأنصار. فإذا جمل قد أتاه فجرجر، وذرفت عيناه. قال بهز وعفان: فلما رأى النبي حنَّ وذرفت عيناه؛ فمسح رسول الله سراته وذفراه؛ فسكن. فقال: «من صاحب الجمل» فجاء فتى من الأنصار فقال: هو لي يا رسول الله. فقال: «أما تتقي الله في هذه البهيمة التي ملَّككها الله، إنه شكا إليَّ إنك تجيعه وتدئبه».
وصححه الألباني في «صحيح أبي داود» (٢٢٩٧) قال: صحيح على شرط مسلم.
وأخرج ابن أبي شيبة في «مصنفه» (٣٢٤٠٧)، وأحمد في «مسنده» ٣/ ٣٠٠ (١٤٢٠٦)، والبخاري في «صحيحه» (٢٠٩٥) من حديث جابر قال: كان رسول الله يخطب إلى جذع نخلة، فقالت له امرأة من الأنصار: يا رسول الله! إن لي غلامًا نجارًا، أفلا آمره يصنع لك منبرًا؟ قال: «بلى»، فاتخذ منبرًا، فلما كان يوم الجمعة خطب على المنبر، قال: فأنَّ الجذعُ الذي كان يقوم عليه كأنين الصبي، فقال النبي : «إن هذا بكى لما فقد من الذكر». (١) ذكر السيوطي في «الخصائص الكبرى» (باب آياته في إحياء الموتى وكلامهم) ٢/ ١٠٣ جملة من الروايات، وليس فيها ما هو صحيح صريح.
أما قصة الغزالة: فأخرجها أبو نعيم في «دلائل النبوة» (٣٢٠)، والبيهقي في «دلائل النبوة» ٦/ ٣٥ من حديث زيد بن أرقم قال: كنت مع النبي في بعض سكك المدينة، فمررنا بخباء أعرابي، فإذا ظبية مشدودة إلى الخباء، فقالت: يا رسول الله، إن هذا الأعرابي اصطادني ولي خشفان في البرية، وقد تعقَّد اللبن في أخلافي، فلا هو يذبحني فأستريح، ولا يدعني فأرجع إلى خشفي في البرية، فقال لها رسول الله : «إن تركتك ترجعين؟» قالت: نعم، وإلا عذبني الله عذاب العشار، فأطلقها رسول الله ، فلم تلبث أن جاءت تلمظ، فشدها رسول الله إلى الخباء، =

<<  <  ج: ص:  >  >>