للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

ومنها قوله : «وبيدي لواء الحمد (١) يوم القيامة ولا فخر» (٢).

ومنها قوله : «آدم فمن دونه تحت لوائي يوم القيامة ولا فخر» (٣).

وهذه الخصائص تدل على علو مرتبته على آدم وغيره.

ومنها أن الله تعالى أخبره أنه غفر له ما تقدم من ذنبه وما تأخر، وما نقل أنه أخبر أحدًا بذلك؛ لأن (٤) كل واحد من الأنبياء إذا طلبت منه الشفاعة في الموقف ذكر خطيَّته، ويقول: نفسي نفسي. فلو علم كل واحد منهم بغفران خطيَّته لم يوجل منها في ذلك المقام، فإذا أتى الناس إلى آدم وطلبوا منه أن يشفع لهم فذكر لهم خطيته وقال: بسبب خطيتي أُخرجتم (٥) من الجنة، فدلهم على نوح ، ونوح دلهم على إبراهيم ، وإبراهيم على موسى، وموسى على عيسى، وعيسى على النبي وعليهم أجمعين (٦).


(١) في (ط): الفخر.
(٢) انظر تخريج الحديث السابق.
(٣) أخرجه أحمد (٢٥٤٦) من حديث ابن عباس مطولًا. وإسناده ضعيف، لكن هذا القدر منه صحيح بشواهده.
(٤) في (خ): لا.
(٥) في (ط): أخرجني.
(٦) أخرجه أحمد ٢/ ٤٣٥ (٩٦٢٣)، والبخاري في «صحيحه» (٣٣٤٠) مختصرًا، ومسلم في «صحيحه» (١٩٤) (٣٢٧)، والترمذي في «جامعه» (٢٤٣٤)، والنسائي في «سننه الكبرى» (١١٢٨٦) من حديث أبي هريرة قال: أُتِي رسول الله يومًا بلحم، فرفع إليه الذراع وكانت تعجبه فنهس منها نهسة فقال: «أنا سيد الناس يوم القيامة، وهل تدرون بما ذاك؟ يجمع الله يوم القيامة الأولين والآخرين في صعيد واحد، فيسمعهم الداعي، وينفذهم البصر، وتدنو الشمس، فيبلغ الناس من الغم والكرب مالا يطيقون، ومالا يحتملون، فيقول بعض الناس لبعض: ألا ترون ما أنتم فيه؟ ألا ترون ما قد بلغكم؟ ألا تنظرون من يشفع لكم إلى ربكم؟ فيقول بعض الناس لبعض: ائتوا آدم، فيأتون آدم فيقولون: يا آدم أنت أبو البشر، خلقك الله بيده، ونفخ فيك من روحه، وأمر الملائكة فسجدوا لك، اشفع لنا عند ربك ألا ترى إلى ما نحن فيه؟ ألا ترى إلى ما قد بلغنا؟ فيقول آدم: إن ربي غضب اليوم غضبًا لم يغضب قبله مثله، ولن يغضب بعده مثله، وإنه نهاني عن الشجرة فعصيته، نفسي نفسي، اذهبوا =

<<  <  ج: ص:  >  >>