للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

يصدرها المعهد الألماني للآثار بالقاهرة، ومديره الأستاذ الدكتور فيرنر كايزر، ويشرف عليها الأستاذ الدكتور هانز رويمر … ويرجع اهتمام المحقق بموضوع البدع إلى عام (١٩٤٥ م) عندما بدأ بحوثه عن تاريخ الاقتصاد الإسلامي، إذ اتضح له أن دراسة كتب الحيل والعرف والبدع جزء لا يمكن إغفاله عند دراسة شؤون الاقتصاد والمجتمع الإسلاميَّيْن … ». ويزيد الأمر توضيحًا ما ذكره مدير المعهد بعد ذلك في تصديره للكتاب حين قال: «حاول المحقق أن يقدِّم صورة واضحة المعالم عن قيمة (كتاب اللمع) كمصدر تاريخي هامٍّ [كذا، والصواب: مهمٍّ] … »، وقال بعد ذلك في ختام التصدير: «وبعد أن انتهت أعمال تحقيق اللمع اتصل بالمستشرق الأستاذ الدكتور رويمر راجيًا نشر التركماني في سلسلة مصادر تاريخ مصر … ». ولا شكَّ أن عملًا هذا هدفه الذي بُني عليه ولأجله، ستكون الجهود المبذولة فيه، وبالتالي نتيجته في حدود الهدف وما يتفق معه، فالناحية التاريخية هي المحور الذي يهتمُّ به هذا المعهد، وللمحقق تحقيق آخر لكتاب تاريخي هو كتاب: «دول الإسلام الشريفة»، بالمشاركة مع المستشرق أولريش هارمان».

قال عبد الحق التركماني عفا الله عنه: ما ذكرته الدكتورة أسماء العلواني حقٌّ لا مرية فيه، فالمستشرقون ومن لفَّ لفَّهم، وسار على نهجهم ينظرون إلى الميراث الديني بأنه من نتاج الفكر الإنسانيِّ فحسب، لهذا لا يتدبَّرون ما فيها من الآيات والحجج، ولا تتأثر قلوبهم بما فيها من الحكمة والموعظة، وهَمُّهُم جمع المادة العلمية من مظانِّها وغير مظانِّها، لدراسة الأفكار والظواهر وتحليلها ورصد جوانبها التاريخية والحضارية والاجتماعية والاقتصادية، بعقليَّة مادية لا تقرُّ بالوحي، ولا تدرك آثار ربوبية الله تعالى وملكه وتصرفه وتدبيره في الكون والتاريخ والحياة بمقتضى علمه وحكمته وعدله ورحمته. فليس من عجبٍ أن يُفني المستشرقون أعمارهم في دراسة الإسلام عقيدةً وشريعةً وتاريخًا ثم لا يُسلِمُ أحدٌ منهم إلا القليل النادر جدًّا، ولله في خلقه شؤون.

على أنه إذا كان المستشرقون قد غلو في القراءة التاريخية للتراث

<<  <  ج: ص:  >  >>