للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث / الرقم المسلسل:

قال الحاكم: لا أعرف في المتأخرين من يُذكر به إلا أبا بكر محمد بن محمد بن سليمان الباغندي، والله أعلم (١) انتهى.

• مسألة: المخضرم

- بالخاء المفتوحة، وإسكان الصاد المعجمة، وفتح الراء -.

من التابعين هم الذين أدركوا الجاهلية، وحياة رسول الله ، وليست لهم صحبة [لأنهم لم يلقوه ]، ولم يشترط بعض أهل اللغة (*) نفى الصحبة.

ونقل الحاكم عن بعض مشايخه أن اشتقاق المخضرم: أن أهل الجاهلية كانوا يخضرمون آذان الإبل - أي: يقطعونها - لتكون علامة لإسلامهم إن أُغير عليهم أو حوربوا (٢). انتهى.

فعلى هذا يحتمل أن يكون (مخضرم) - بكسر الراء -، كما حكاه بعضُ أهل اللغة، ويحتمل أن يكون - بفتح الراء -[وأنه اقتطع عن الصحابة] وإن عاصروا لعدم اللقى.

وقد أغرب ابن خلكان، فقال: قد سُمع محضرم - بالحاء المهملة، وكسر الراء - إن صح وقد ذكرتُ من وقفت عليه أنه مخضرم في وريقات، فاجتمعوا جماعة كثيرة، والله أعلم.

• مسألة: إذا اختلط الثقة

فما حدثه في حال الاختلاط، فإنه لا يُقبل، وكذا إذا أُبْهم أمرُه، وأشكل، فلم يُدر حدث به قبل الاختلاط أو بعده، فما حدث به قبل الاختلاط قُبل، ويتميز ذلك باعتبار الرواة عنهم (٣).

• مسألة: "اختلف العلماء في قبول رواية المجهول"

والمجهول على ثلاثة أقسام: -

مجهول العين، ومجهول الحال ظاهرًا وباطنًا، ومجهول الحال ظاهرًا.

ومجهول العين: هو من لم يرو عنه إلا راوٍ واحد [قال من العلماء:]، ومن روى عنه عدلان، وعيّناه، فقد ارتفعت عنه هذه الجهالة يعني جهالة العين. انتهى. وعن كتاب الاستذكار لابن عبد البر في حديث بُسرة بنت صفوان: أن جهالة العين لا تزول إلا برواية ثلاثة. وهذا غريب.

وفي مجهول العين أقوال، الصحيح الذي عليه أكثر العلماء من أهل الحديث وغيرهم: رده.

[والثاني] يقبل مطلقًا، وهو قول من لا يشترط في الراوي مزيدًا على الإسلام.

[والقول الثالث] إن كان الراوي عنه لا يروي إلا عن عدلٍ، كابن مهدي ويحيى بن سعيد ومن ذكر معهما، واكتفينا في التعديل بواحد قُبل وإلا فلا.

[والرابع] إن كان مشهورًا في غير العلم بالزهد، أو النجدة قُبل، وإلا فلا.

وهو قول ابن عبد البر (٤).


(١) معرفة علوم الحديث (ص ١١٢).
(*) قال السيوطي في "التدريب": المخضرم في اصطلاح أهل اللغة: هو الذي عاش نصف عمره في الجاهلية ونصفه في الإسلام. اهـ.
والمخضرم عند المحدثين: هو من أدرك الجاهلية وزمن النبي وأسلم ولم يره. قاله النووي في "تقريبه".
(٢) معرفة علوم الحديث (ص ٤٥).
(٣) انظر مقدمة ابن الصلاح (ص ١٩٤)، وتعليق العراقي عليها (ص ٤٢٣، ٤٢٤)، و"التدريب" (ص ٢/ ٣٧١ - ٣٧٢)، و"الكواكب النيرات" (ص ١١، ١٢).
(٤) وفي التقريب للنووي [وهو اختيار ابن عبد البر]، وانظر تدريب الراوي.

<<  <  ج: ص:  >  >>