للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث / الرقم المسلسل:

الإحاطة بجميع ما فيها؛ لاختلاف النسخ، وقد يَشِذُّ عن الإِنسان بعد إِمعان النظر، وكثرة التتبع مالا يدخل فى وسعه" (١).

٢ - بَيّن أحوال هؤلاء الرجال حسب طاقته ومبلغَ جهده، وحذف كثيرًا مِن الأقوال، والأسانيد طلبًا للاختصار "إذ لو استوعبنا ذلك، لكان الكتاب من جملة التواريخ الكبار" (٢).

٣ - استعمل عبارات دالة على وجود الرجل فى الكتب الستة أو في بعضها، فكان يقول "روى له الجماعة" إِذا كان فى الكتب الستة، ونحو قوله: "اتفقا عليه" أو "متفقٌ عليه" إِذا كان الراوى ممن اتفق على إِخراج حديثه البخارى، ومسلم في "صحيحيهما" وأما الباقي فسماه تسمية.

٤ - ابتدأ كتابه بترجمة قصيرة للرسول أخذها بسنده من كتاب "السيرة" لابن هشام استغرقت صفحة واحدة فقط، وقال في نهايتها: "وقد أفردنا لأحواله مختصرًا لا يستغنى طالبُ الحديث، ولا غيرُه من المسلمين عن مثله". وأَتْبَع ذلك بفصل من أقوال الأئمة في أحوال الرواة والنَّقَلَة، أورده بالأسانيد المتصلة إِليه استغرق ثمانَ أوراق (٣).

٥ - أفرد الصحابة عن باقى الرواة، فجعلهم فى أول الكتاب، وبدأهم بالعَشَرة المشهود لهم بالجنة، فكان أوَّلهم الصديق أبو بكر ، وأفرد الرجال عن النساء، فأورد الرجال أولًا، ثم أتبعهم بالنساء، ورتب الرواة الباقين على حروف المعجم، وبدأهم بالمحمَّدِين لشرف هذا الاسم.

وقد امتدحه العلماء، وأثنوا عليه، فقال ياقوت الحمويّ (ت ٦٢٦): "جَوَّدَه جدًا" (٤). وقال الحافظ المِزِّىّ: "وهو كتاب نفيس، كثير الفائدة، لكن لم يَصْرِفْ مصنفه عنايته إِليه حقَّ صرفها، ولا استقصى الأسماء التي اشتملت عليها هذه الكتبُ استقصاءً تامًا، ولا تَتَبَّع جميعَ تراجم الأسماء التي ذكرها في كتابه تتبعًا شافيًا، فحصل في كتابه بسبب ذلك إغفالٌ وإِخلال" (٥).

• مُحَاولة فاشلة على "الكمَال" قبلَ المِزّى:

وأشار المزىّ فى مقدمة التهذيب إِلى أن أحد أولاد الحافظ عبد الغنى "ممن لم يبلغ في العلم مبلغه، ولا نال فى الحفظ درجته، رام تهذيب كتابه، وترتيبه واختصاره، واستدراك بعض ما فاته من الأسماء"، فلم ينجح فى ذلك، ولم يزد سوى بعض تراجم أخذها من أسماء كتاب "الأطراف" لأبي القاسم بن عساكر، وبعض أسماء التابعين من ذلك الكتاب أيضًا، ثم أضاف إِليهم بعض شيوخ أصحاب الستة من كتاب "المعجم المشتمل" لابن عساكر أيضًا، ولم يزد في عامة ذلك على ما ذكره ابن عساكر، فضلًا عن وقوع خلل كثير، ووهم شنيع فيما اختصره من كتاب والده (٦).

• رَافع السّلامي "٦٦٨ - ٧١٨":

جمال الدين أبو محمد رافع بن أبى محمد هجرس بن شافع السَّلامي. ولد في أواخر سنة (٦٦٨)، أو أوائل سنة (٦٦٩)، وعنى بالحديث، والقراءات، وقرأ، ونسخ، وسمع (تهذيب الكمال)


(١) مقدمة الكمال (نسخة خدابخش).
(٢) نفسه.
(٣) الكمال: (١/ ٢ - ١١).
(٤) معجم البلدان (٢/ ١١٣).
(٥) "مقدمة التهذيب".
(٦) المصدر نفسه.

<<  <  ج: ص:  >  >>