للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث / الرقم المسلسل:

وأتته امرأة بصبي لها أقرع، فمسح على رأسه، فاستوى شعره؛ فذهب داءه.

وانكسر سيف عكاشة بن محصن يوم بدر، فأعطاه جذلًا من الحطب فصار في يده سيفًا فلم يزل عنده، وكذلك لعبد الله بن جحش يوم أحد، وكذا أخرى لسلمة بن أسلم بن حريش، وعزت كدية بالخندق فأخذ المعول فضربها فصارت كثيبًا، أهيل ومسح على رجل ابن عتيك في خبر أبي رافع وقد انكسرت، فكأنه لم يشكها قط ومعجزاته لا تحصى، وأخلاقه وصفاته وخصائصه كثيرة .

- مرضه ووفاته -

اعلم أنه لما كان ليال بقين من صفر سنة عشرًا، وفي أول ربيع الأول يوم الأربعاء ويقال: يوم السبت بدأ له وجعه فحُم وصدع، فلما كان يوم السبت لعشر خلون من ربيع الأول، ودع المسلمين الذاهبين في أبنى جيش أسامة، وقد تقدم أنه آخر البعوث فمضوا إلى الجُرف، وثقل فجعل يقول: "انفذوا جيش أسامة"، فلما كان يوم الأحد اشتد به وجعُه، وفي ذلك اليوم لُدَّ فدخل أسامة من معسكره في يومه، وهو مغمى عليه، ثم دخل يوم الاثنين، وهو مفيق، فقال له : "أُغد على بركة الله" فودعه أسامة، وخرج فأمر الناس بالرحيل فبينا هو يريد الركوب إذا رسول أمه - أم يمن بركة قد جاءه يقول: إن رسول الله يموتُ، فأقبل معه عُمر، على القول بأنه كان في جيشه وأبو عُبيدة، فتُوفي شهيدًا حين زاغت الشمس يوم الاثنين لاثنتي عشرة ليلة خلت من ربيع أول.

وكلام السُهيلي في ذلك معروف صحيح، وقال الخوارزمي: توفي في أول ربيع الأول، ودُفن ليلة الأربعاء، وقيل: ليلة الثلاثاء، وقيل: يوم الإثنين عند الزوال، قاله الحاكم وصححه فكانت، مدةُ شكواه اثني عشر يومًا، وقيل: أربعة عشر، وقيل ثلاثة عشر، وقيل: عشرة أيام، وقيل: ثمانية، وغسله عَليُّ والعباس، وابنه الفضل [يغسِّلونه]: وقثم، وأسامة، وشقران يصبون الماء وأعينُهم معصوبة من وراء الستر لحديث علي: "لا يغسلني أحدٌ غيرك، فإنه لا يرى أحد عورتي إلا طُمستْ عيناه"، وحضرهم أوس بن خولى من غير أن يلى شيئًا، وقيل بل كان يحمل الماء، وقيل كان العباس بالباب وقال: لم يمنعني أن أحضره إلا أنه كان يستحي أن أراه حاسرًا وغُسل في قميصه من بئر غَرس ثلاثة غسلات من ماء وسدر، جعل عليٌّ على يده خرقة، وأدخلها تحت القميص.

وكفن في ثلاثة أثواب بيض سَحولية - بلدة باليمن - ليس فيها قميص ولا عمامة وروى أن واحدًا منها حبرة، وقميص، وفي رواية: حلة حمراء، وقميص، وقيل إن الحلة اُشتريت له فلم يكفن فيها، وفي الإكليل ليس في كفنه أثواب، وجمع بأن ليس فيها قميص ولا عمامة محسوبًا وفي حديث: "كفن في ثلاثة أثواب قميصه، الذي مات فيه وحلة نجرانية" وفي السند يزيد بن أبي زياد، وفيه مقال، وحُنط بكافور، وقيل: بمسك، وصلى عليه المسلمون أفذاذًا، لم يؤمهم أحدٌ.

وذكر السهيلي مأخذه من القرآن من قوله: صلوا عليه، وقيل إنه أوصى بذلك بقول: "أول من يصلي عليَّ ربي، ثم جبريل، ثم ميكائيل، ثم إسرافيل ثم ملكُ الموت مع جنوده، ثم الملائكة ثم أُدخلوا فوجًا بعد فوجٍ"، وهو ضعيف.

<<  <  ج: ص:  >  >>